جهاد أشرف الخلق في المدينة المنورة

 القصة(١٤) لصاحبتها وفاء محمد فرج... من سلسلة قصصها القصيرة الدينية لتعليم النشأ سيرة محمد صلى الله عليه وسلم.

استقبال حافل لرسول الله قام به أهل المدينة المنورة فرحين بقدومه صلى الله عليه وسلم إذ أن الحياة في مكة لم تكن ليهنأ بها الرسول والصحب الكرام. ففروا بدينهم من أذى قريش وكيدها وتنكيلها.. بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يقيم دعائم المجتمع الجديد الذي وجد فيه أصنافا من الناس فقد كان فيه الصحابة الكرام. وفيه المشركون الذين لم يؤمنوا بعد. وفيه اليهود.. فأخذ يتعامل مع كل فئة بما يتناسب معها.. وأول خطوة كانت بناء المسجد النبوي الشريف. واختار له المكان الذي بركت فيه ناقته.ثم عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار _أهل المدينة_ وكان صلى الله عليه وسلم يقصد بهذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية. وتسقط فوارق النسب واللون والوطن.. وقد امتزجت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة في هذه الأخوة. وملأت المجتمع الجديد بأروع الأمثلة. وعاشوا إخوة متحابين. ولكن المهاجرين ضايقهم أن تطول مدة وجودهم ضيوفا على الأنصار في المدينة. وأن يتركوا أموالهم وتجارتهم في مكة تحت يد قريش. وقد سمعوا ذات يوم أن قافلة من تجارة قريش يقودها أبو سفيان قادمة من الشام إلى مكة فرأوا أن يتعرضوا لها تعويضا لهم عما تركوه في مكة... وعندما وصل الخبر إلى مكة اشتد غيظهم على محمد وصحبه وقرروا أن يقاتلوهم وحدثت غزوة بدر الكبرى.. وانتصر المسلمون فيها انتصارا ساحقا.. وكان هذا النصر معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى.. وبدأ إعلان تواجد هام لقوى المسلمين في المدينة وتوالت الغزوات بعد بدر فكانت أحد و الأحزاب وغيرهما.. وكما كان صلى الله عليه وسلم يدافع عن دين الله بالحرب أيضا كان يدعو إليه بالسلم فأرسل الرسل إلى الملوك ليدعوهم إلى دين الله.. فأرسل إلى النجاشي ملك الحبشة. وإلى المقوقس ملك مصر. وإلى كسري ملك فارس. وإلى قيصر ملك الروم. وغيرهم. ولم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بالدفاع عن الدعوة وهو في المدينة بل قام بالهجوم أيضا وذهب لفتح مكة وكان أعظم فتح حصل عليه المسلمون. والذي قضى على الوثنية.. وبدأت تتسابق الوفود لاعتناق الإسلام... ويتجلي لنا النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد المقاتل كزوج في بيته. فكان يساعد أهله وفي خدمتهم ويقول :(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.)وكان يتسابق مع زوجته أم المؤمنين عائشة فيسبقها وتسبقه.. ويتضح لنا أيضا صلوات ربي وسلامه عليه - دوره كأب ويحكي لنا التاريخ حبه لأولاده. فكلما دخلت عليه ابنته فاطمة فرش لها رداءه وأجلسها جواره. وبالرغم من كونه رئيسا وقائدا للمدينة نجده يداعب الأطفال ويمازحهم. ويدخل عليه رجل وهو يقبل الحسن والحسين فيقول الرجل :إن لي عشرة من الأبناء ما قبلت  أحدهم. فيرد عليه صلى الله عليه وسلم قائلا: ( وماذا أقول لرجل نزع الله الرحمة من قلبه؟) وكان عليه الصلاة والسلام يساعد الجواري. ويمزح مع المرأة العجوز. وتأخذ بيده الأمة وتذهب به حيث تشاء.. فضرب لنا أروع الأمثلة في التواضع والرحمة بالكبير والصغير... ولم ينس حق الله عليه فنجد له أوقاتا يخلو فيها بربه فينزل جبريل ويراجعه القرآن الكريم في أيام شهر رمضان.. ومع كل هذه المهام الجسيمة لم تكن يهمل جسده. فكان قوي البنيان فنجده في غزوة الأحزاب والصحابة يحفرون الخندق أمامهم صخرة صلبة عنيدة لم يقدروا على كسرها يذهبون للنبي صلى الله عليه وسلم في مسك الفأس ويقول:(بسم الله) ويضرب الصخرة ثلاث ضربات فتنهار وتسقط ويهتف المسلمون : الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... أما عن عطائه وكرمه فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبدا. وعندما أتم أعمال الدعوة وإبلاغ الرسالة وبناء المجتمع الجديد أعلن قصده للحج إنها حجة الوداع.. وألقي فيها صلى الله عليه وسلم خطبة جامعة.. فأوصي المسلمين بالتمسك بسنته والحفاظ على الصلاة والصيام والزكاة والحج وأوصي بالنساء خيرا. ولما تكاملت الدعوة وانتشر الإسلام بدأت علامات التوديع وجاء المرض واستقر ببيت عائشة. ودعا الحسن والحسين فقبلهما وأوصي بهما خيرا.. ودعا أزواجه فوعظهن. وبدأ الوجع يشتد ويزيد. وأوصي الناس فقال الصلاه الصلاه وما ملكت ايمانكم ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وحزن الصحابه حزنا شديدا على نبيههم وحبيبهم وصلى الله وبارك وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا والذي نستفيده من هذه القصة ١- أن النبي جاهد كثيرا حتى يصل إلينا الإسلام كما أنزل من عند الله تعالى ٢- أن نقتدي بالرسول في كل أمور حياتنا ٣- أن الله ينصر رسله بجنود من عنده ٤- أهمية الصلاة في حياتنا فهي آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم ٥- الصلاة على الرسول يوميا شكرا له على ما قدمه لنا وللناس جميعا....




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البلاغة والمجاز

صـورة بــلاغية !!

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )