اليمن والشمائل ، والنور والظلمات


اليمين مفرد والشمائل جمع، والنور مفرد والظلمات جمع
إفراد اليمين وجمع الشمائل في سورة النحل في قوله تعالى : لماذا؟
نتكلم عن اليمين أولا :
عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ  (  المعارج 37
عن يمينك يا محمد، وعن شمالك متفرّقين حلقا ومجالس، جماعة جماعة، معرضين عنك وعن كتاب الله
عن جابر بن سمرة، قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متفرّقون
فقال  :
" ما لَكُمْ عِزِينَ"
واليمين كما ذكر ابن سيده عالم اللغة :
 اليُمْنُ:هي البَركةُاليَمينُ نَقِيضُ اليسار، والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ ويَمَائنُ
وقوله عز وجل: أُولئك أَصحاب المَيْمَنةِ؛ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم
واليُمْنُ: خلاف الشُّؤم،وضدّه 
،قال تعالى في سورة طه آية 17( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) وفي الأحزاب آية 50( وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) 

وفي الحديث: الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض؛ قال ابن الأَثير: هذا كلام تمثيل وتخييل، وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ الرجلُ يده، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم ويُلْثَم
وفي الحديث الآخر: وكِلْتا يديه يمينٌ أَي أَن يديه، تبارك وتعالى، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن الشمال تنقص عناليمين، قال: وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة، والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم
ثم نأتي إلى سبب الإفراد والجمع في آية سورة النحل 48
( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ )
اليمين يُقصد بها جهة المشرق
والشمائل يقصد بها جهة المغرب.
 وقد قال المفسرون أن كل المشرق جهة اليمين
 أما في جهة الغرب تكثر الظلال خاصة بعد الزوال بخلاف جهة المشرق حتى اتجاهات الظلال تختلف فلذلك أصبحت شمائل، يتحول الظل ويتسع ويمتد.
والأمر الآخر أن اليمين جهة مطلع النور أو الشمس
 والشمال جهة الظلمة والمغرب
والله تعالى في القرآن كله أفرد النور وجمع الظلمات قال تعالى :
( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة )آية257)
 وهذا لأن النور له جهة واحدة ومصدر واحد سواء كان نور الهداية أو نور الشمس ،وهو يأتي من السماء
 أما الظلمات فمصادرها كثيرة كالشيطان والنفس وأصدقاء السوء والوسوسة من الجِنّة والناس.
 إذن الظلمات مصادرها كثيرة والنور مصدره واحد،
 ولمّا كانت اليمين جهة مطلع النور أَفْرَدَهَا، ولما كانت الشمال الجهة الأخرى والتي تفيد الظلمات جَمَعَهَا


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )