الطاعة والمعصية في بيت شِعْرٍ

ولما اتَّقَى القَيْنُ العراقي باسْتِهِ = فَرَغْتُ إلى العبدِ المُقَيَّدِ في الحِجْلِ

معنى المفردات :
اتقى : احتمى وحفظ نفسه ، 
القينُ : التابع أو الحداد ،
 استه : عراقته ، وقدمه
الحجل : يقال للقيد حِجْلٌ لأنه يقع مكان الخلخال من الرِجْلِ
وعرضت هذا البيت لأوضح معناه ؛ وأبينَ
أن فيه ما  يعلمنا خيرا وشرا
فنفعل الخير  المحمود ، ونتجنب الشر المكروه 
معنى البيت :
عندما هجوت (البعيث ؛(التابع الحداد) الفخور بِقِدَمِهِ وعراقة أهله ،وعيرته بقبيلته ، عَمَدْتُ إلى ( الفرزدق = العبد ) الذي قيد نفسه في القيد مثل العبد والبعيث من رهطه ، فهجوته وعيرته كذلك  .
وقائل البيت هو : جرير  يهجو ويُعَيِّر (البعيث والفرزدق) الذي تعرض له ودافع عنه 
وهذا هو الجانب المذموم  من البيت :( الشر المكروه الذي يثير العصبيات والفتن التي تبعث الحروب والبغضاء بين الناس ) 
أما الجانب المحمود في البيت  فهو : أن الفرزدق قيد نفسه وأقسم ألا يَحُلَّها حتى يحفظ القرآن الكريم . والمقصود الالتزام بمعرفة الحق وحفظ لغة القرآن وآياته وتدبرها مهما عاندته النفس فهو يهذبها ويلزمها بالطاعة

والشعراء الثلاثة عاشوا في العصر الأموي وهم بشر لهم أخطاؤهم مثلنا ،
وعلى المؤمن أن يقلد الصواب الحلال المشروع فعلا وقولا ،
ويتجنب الباطل المكروه فلا يشتم أو يذم أو يهجو أحدا فكلُّ البشر عيوب 
وعلينا أن نصلح أنفسنا قبل أن نعيب غيرنا . 
وبالله التوفيق 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )