هدي نبوي شريف (4)عن العدل والظلم




عن العدل :
عن النعمان بن بشير قال : (( تصدق عليّ أبي ببعض ماله فقالت أمي عُمرة بنت رواحة : لا أرضى حتى تُشهِد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ، فأنطلق أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشهد على صدقتي ؛فقال له رسول الله عليه وسلم : أفعلت هذا بولدِك كلِّهم ؟ قال لا قال :  اتقوا الله واعدلوا في أولادكم، فرجع أبي فرد تلك الصدقة )) رواه مسلم
وروى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : (( إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجلّ ؛ وكلتا يديه يمين     الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلُّوا)) رواه مسلم  
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؛الإمام العادل وشاب نشا في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق  بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )) رواه مسلم
وعن صفة الظلم :
 روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتدرون من المفلس ؟! قالوا : المفلس من لا درهم له ولا دينار ، ولا متاع .قال المفلس من أمتي
    الذي يأتي يوم القيامة بصلاته وزكاته وصيامه ؛ يأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته
 فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم وطرحت عليه ثم طرح في النار ))
وروى أبو موسى الأشعري قال: قال عليه الصلاة والسلام : إن الله تعالى يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ) ـ يعني لاينجو ـ ثم قرأ : ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى إن أخذه أليم شديد )
أحسب أن كلَّ مؤمنٍ عاقل عرف الله حق معرفته ودخل الإيمان قلبه  ؛ يعلم مصير العادل المقسط من مصير
  الظالمِ القاسط الفاسد من الناس ، من تدبره لآيات الله تعالى في ( القرآن الكريم ) 
 وهو أصل منهج المسلمين وطريقهم الواضح إلى إرضاء ، ربهم ،واتباع سنة رسولهم صلى الله عليه وسلم
 لينالوا رضا الله سبحانه في الدنيا وحين يقوم الحساب.
وعلى سبيل المثال لا الحصر في تأمل مصير العادلين المقسطين ، والظالمين القاسطين
يقول المولى جلَّ وعلا في سورة المائدة آية 8
بِالْقِسْطِ ۖ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ (
 اعْدِلُواتَعْدِلُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلاّ
    هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
وفي سورة الجن آية 14 و15
 (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا(15)
فعلى المرء أن يتعلم من الله ورسوله ؛ اتباع العدل وتجنب الظلم حتى يسعد في دنياه وآخرته . ( وما ربك بظلام للعبيد ) ، ( ولا يظلم ربك أحدا ). اللهم اجعلنا من المقسطين العادلين ، ولا تجعلنا من القاسطين الظالمين يا رب العاملين .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )