هديٌ نبويٌّ شريف (7) بين الرضا والقناعة ، والجشع والسخط

 عن الرضا والقناعة :

عن أبو هريرة رضي الله عنه قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :((ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس))  أخرجه الترمذي
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ))[ أخرجه الترمذي وابن ماجة ]

 ملك الملوك إذا وهب قُمْ فاسْألنَّ عن السبب *

الله يعطي مـن يشـاء فَقِفْ على حــدِّ الأدب

علم الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته رضوان الله عليهم على هذا الخلق من الرضا بقضاء الله تعالى ، فعلموا من بعدهم من التابعين ، فكان منهم مثلهم في اتباع هذا السلوك الحميد ، فهذا الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يطلب ميمون بن مهران أن يأتيه كلَّ مرتين ليسأله عن أحوال الرعية والولاة وأمور الأمصار ، فملما جاءه مرة رأى الخليفة جالسا يرقع قميصا له ،وبعد أن سأله وأجابه وهو جالس بجواره عن الأحوال ، قال له ميمون بن مهران : يا أمير المؤمنين ما في أهل بيتك من يكفيك ما أرى !! قال يا ميمون يكفيك من دنياك ما بلغك المحل نحن اليوم هنا وغدا في مكان آخر !! الحمد لله قناعة وقدوة .

قال قتادة رضي الله عنه في قول الله عز وجل :( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) هذا صنيع مشركي العرب ؛أخبرنا الله تعالى بخبث صنيعهم .

أما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله له ، وقضاء الله عز وجل خير من قضاء المرء لنفسه فاتق الله وارضَ بقضائه

وعن السخط والجشع بما قدَّرَهُ اللهً وقضاهُ لعبدِهِ :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
لو أنَّ لابنِ آدمَ واديًا من ذهبٍ أحبَّ أن يكونَ له واديان ولن يملأَ فاه إلَّا التُّرابُ ، ويتوبُ اللهُ على من تاب ) رواه أنس بن مالك رضي الله عنه والمحدث البخاري وحكمه صحيح

فالمؤمن ينبغي أن  يكون حاله عند الشدة والرخاء واحدا ، راضيا بما قسم الله له ، وأما المنافق الساخط فلا يكون راضيا بما قسم الله له فيطغى عند النعمة ويرجو المزيد بالنظر لمن هو أعلى منه فيها ، ويجزع عند الشدَّة فيسْخِطَ الله عليه بسلوكه .

فمن خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :(( أن الدنيا دار التواء ، لا دار استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، وأن الله قد جعلها دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي ))


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )