هديٌ نبويٌ شريف (5) عن الأمانة وعدم الخيانة



(5) الأمانة وعدم الخيانة

 بينما النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مجلسٍ يُحدِّثُ القومَ، جاءه أعرابيٌّ فقال : متى الساعة  فمضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحدِّثُ، فقال بعضُ القوم سمع ما قال فكَرِه ما قال ، وقال بعضُهم : بل لم يَسمَعْ
  الساعة ؟أينَ - أراه - السائلُ عن حديثه  قال :حتى إذ قضى
قال : ها أنا يا رسولَ اللهِ، قال : فإذا 
 ضُيِّعَتْ الأمانةُ فانتظرْ الساعة)  

رواه صحيح البخاري والمحدث أبو هريرة
وقال عليه الصلاة والسلام :
 فإذا كان يوم القيامة  الأمانة ؛( الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين أو
 قيل له: أد عن أمانتك ، أو أد الأمانة ، فيقول : يا رب ذهبت الدنيا فمن أين أؤديها ، فينطلق به إلى الهاوية ، فإذا أمانته في قعرها ، فهوى فيها ليأخذها ، فإذا أخذها ليخرجها زلت من يده وهوى خلفها فلا تزال تزل من يده ويهوى خلفها في الهاوية .)
بإسناد جيد رواه الإمام أحمد ، 
والأمانة من الأمن الحسي والأمان المعنوي وأصل حروفها وحروف الإيمان واحد ( أ . م . ن ) ، وهي من الصفات الحميدة التي لا يقوم بحملها إلا أصحاب النفوس القويمة والهمم العالية؛ 
 والأرض والجبالعَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَات قال الله تعالى: {إِنَّا
وَحَمَلَهَا الإنسان إنه كان ظلوما    فأبين أن يحملنها وأشفقن منها
  جهولا )            
؛ والأمانة تنتج لصاحبها الخير كله ؛الكرامة والاستقامة في خلقه وسلوكه قولا وعملا ، وقد عرف بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ صغره وقبل البعثة وبعدها ؛حتى كان يقال عنه الأمين ، والصادق، وقد أوصى بها عليًا رضي الله عنه عند هجرته إلى المدينة أن يَرُدَّ الأمانات إلى أصحابها ،بعد أن تركه نائما في فراشه
وتشمل الأمانة الإخلاص في كل شيء، والوفاء بالعهد ،وحفظ الأسرار، وشهادة الحق،  و بها يَسْلَمُ المجتمع من الشرور والآثام ، وينال بها العبدُ مرتبة عالية عند الله يوم القيامة قال تعالى:
(فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّه)
والخيانة مذمومة في القرآن والسنة النبوية المطهرة  
  كلَّ خَوَّان كفور)إن الله لا يحبعن الذين آمنوا  ( إن الله يدافع
 وقال جلَّ وعلا : (وإما تخافَنَّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ) وقال سبحانه وتعالى أيضا : 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)
 الكتاب   وقدعرض القرآن الكريم نماذج من الخيانة؛ كخيانة أهل ،وخيانة امرأة العزيز، وخيانة امرأتي نوح ولوط عليهما السلام، وخيانة إخوة يوسف، وخيانة حاطب بن أبي بلتعة، وبين عاقبتهم السيئة يوم القيامة
وقال صلي الله عليه وسلم:"لا يجتمع الإيمان و الكفر في قلب امرئ، و لا يجتمع الكذب و الصدق جميعا، ولا تجتمع الخيانة و الأمانة جميعا )
( المكر والخديعة والخيانة في النار)وقال كذلك
وأوردها الألباني في صحيحه وقال حسن    
 و إسناده صحيح، ورجاله كلهم ثقات
والأمانة وعدم الخيانة مما دعا إليه الهدي النبوي الشريف وعدَّ الأمانة من مكارم الأخلاق 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )