هديٌ نبويٌّ شريف (9) عن السخاء والشُّحّ
عن الجود والكرم والسخاء ، والنهي
عن الشحِّ والبخل
اعلم
أن أرفع درجات السَّخاء هو الإيثار ، وهو أن يجود الإنسان بالمال مع الحاجة إليه ،
وهذه أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والسخاء هو بذل ما لا يحتاج إليه
لمحتاج أو لغير محتاج.
وقد ورد في البخاري ومسلم
عن أنه نزل برسول الله ضيف فلم يجد عند أهله شيئا ، فدخل عليه رجل من الأنصار ، فذهب
بالضيف إلى أهله ، ثم وضع بين يديه الطعام ، وأمر امرأته بإطفاء السراج ، وجعل يمد
يده إلى الطعام كأنه يأكل ، ولا يأكل حتى أكل الضيف الطعام ، فلما أصبح قال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد عجب الله من صنيعكم الليلة إلى ضيفكم )
الآية 9 من سورة الحشر ثناء عليهم فنزلت فيهم رضي الله عنه
( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )
عن موسى بن أنس، عن أبيه
أعطاه) قال: "ما سُئل رسول الله على
الإسلام شيئًا إلا
قال: فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبليْن،فرجع إلى قومه فقال:
يا
قوم أسلموا ؛فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة )
وعن
ابن عباس رضي الله عنه قال :
كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس،وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة ) وعن سهل بن سعد الساعدي ؛ أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة !! أتدرون ما البردة ؟! قال : الشَّمْلَةُ
قالت
: يا رسول الله نسجت هذه بيدي لنكسوكها،فأخذها رسول الله محتاجا إليها ،فخرج علينا فيها وإنها لإزاره ،فجاءه فلان بن فلان ( رجل سماه يومئذ ) فقال :يا رسول الله ما أحسن هذه البردة اكسنيها ،
قال : نعم ، ثم دخل فطواها وأرسل بها إليه،فقال له القوم : والله ما أحسنت ؛ كُسِيَها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته إياها !! وقد علمت أنه لا يرد سائلا !!فقال والله ما سألته إياها لألبسها
ولكن
سألته إياها لتكون كفني ، فقال سهل: فكانت كفنه يوم مات )
المصدر صحيح ابن ماجه ، وحدث به
الألباني وحكم المحدث صحيح
وعن الشُّحِ والبخل قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إياكم والشح ؛ فإنه أهلك من كان قبلكم ،حملهم على أن يسفكوا دماءهم ويستحلوا محارمهم )رواه مسلم بلفظ :( اتقوا الشح )
واعلم أن البخل قد
ينتهي إلى أن يبخل على نفسه مع الحاجة،
؛ فكم من بخيل يمسك المال ويمرض فلا يتداوى ، ويشتهي الشيء فيبخل به عن نفسه إبقاء لثمنه في خزانته .
وروى البخاري في الأدب
المفرد من الأحاديث الحسنة
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوفد بني
لحيان: من سيدكم ؟ قالوا : جِدُّ بن قيس إلا أنه رجل فيه بخل ؛فقال صلى الله عليه وسلم:
أي داءٍ أدوَأُ من البخل ــ أي أشرُّ منه ــ ولكن سيدكم عمرو بن الجموح
وكان عمرو يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج
وهذا
الهدي النبوي تأكيد لقول الله سبحانه وتعالى : .
( ولا يحسبنَّ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) آية 18 آل عمران،
وقوله جَلَّ وعلا في الآية 16 من سورة التغابن :
( ومن يوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون )
فاعتبروا يا أولي الأبصار . والله تعالى أعلم
تعليقات