هدي نبوي شريف ( 8) التواضع ، والكِبْرُ
من الصفات
المحمودة في المؤمن: ( التواضع وعدم التكبر )
جاء في
ذكر حجة الوداع أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب في الناس قال :
أيها الناس إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأسود على أحمر ، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى . ألا هل بلغت اللهم فاشهد )
ومن
تدبر هذا الحديث الشريف يتضح أن التواضع مبدأ شرعي إسلامي حنيف ، يسوي بين الناس
جميعا ؛فكلنا لآدم وآدم من
تراب ، وقد طبق سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم هذا على
نفسه حيث باشر بنفسه في حفر الخندق
و قد روى البراء بن عازب – رضي الله
عنه – أنه صلى الله عليه و سلم فعل ذلك حتى اغبر بطنه من التواضع لله تعالى مع
قومه من المسلمين المصدقين لرسالته، و تواضعه يتجلى دائما سواء في
الحرب أو في السلم و سنته مليئة بمثل ذلك، وقد علمها صحابته والتابعين من مدرسة
النبوة الطاهرة رضوان الله عليهم جميعا وجعلنا منهم يا رب العالمين
فقال صلى الله عليه وسلم
في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ، لا يدخل الجنة من كان
ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ) رواه عبد
الله بن مسعود في صحيح ابن حبان وحكمه صحيح
وكان
يقول صلى الله عليه وسلم
:( هَوِّنْ عليك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل
القديد في البطحاء ) ثم تلا الراوي قوله سبحانه وتعالى :
)وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ، فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ من يَخَافُ وَعِيد )
رواه جرير بن عبد الله رضي
الله عنه
ومن الصفات المذمومة في عكس
التواضع وهي صفةُ الكِبْر :
جاء
في الحديث القدسي :" أحب الغني الكريم وحبي للفقير الكريم أشد، وأحب الفقير
المتواضع وحبي للغني المتواضع أشد وأحب الشيخ الطائع وحبي للشاب الطائـع أشـد،
وأبغض ثلاثاً وبغضي لثلاث أشد: أبغض الغني المتكبر وبغضي للفقير المتكبر أشد،
وأبغض الفقير البخيل وبغضي للغني البخيل أشد، وأبغض الشاب العاصي وبغضي للشيخ
العاصي أشد."
استمع إلى هذا الرابط يفيدك إن شاء الله :
استمع إلى هذا الرابط يفيدك إن شاء الله :
ومعنى الكِبْر هو: ( تسفيه الحق ) أي
واستهانة به يرى الحقَّ سَفَهاً وجَهْلاً
السمرقندي رحمه الله ؛ معتمدا على وصف الله تعالى لهم بالكبر في قوله سبحانه ( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ) ، ( إن
الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ، ( ادخلوا أبواب جهنم خالدين
فيها فبئس مثوى المتكبرين )
والله تعالى أعلم
تعليقات