وُجُوبُ حذف الخبر ومواضعه في الجملة الإسمية

ما زلنا في تفصيل قواعد اللغة العربية للجملة الإسمية وفرعيها الأساسيين وهما المبتدأ والخبر : ونجد أحيانا اختفاء الخبر منها وجوبا في مواضع أربعةٍ نتعرف عليها بالأمثلة في هذه المساهمة المتواضعة : يُحْذَفُ الخبرُ وُجوبًا في أربعة مواضِع هي : الموضع الأول : إذا كان المبتدأ صريحا في القسم ومن أمثلة ذلك : لَعَمْرُكَ لأخْلِصَنَّ لك الوُدَّ .، وأَيْمُنُ اللهِ لأشْكُرَنَّ المُنْعِمَ. ، يَمِينُ اللهِ لأُنْصِفَنَّ المظلومَ .. عمرك معناها حياتُك ولا تستعمل مع دخول اللام المفتوحة قبلها إلا في القسم الصريح ، وكل اسم مرفوع من الأمثلة حذف الخبر وجوبا بعده والتقدير ( قسمي ) . الموضع الثاني وتوضيحه بالأمثلة : إذا كان المبتدأ بعد لولا ، والخبر كَوْنٌ عامٌ ، مثال : لولا النيلُ لكانت بلادنا قفرًا ، لولا أملٌ في الشباب ليئسنا ، لولا الابتكار ما تقدم الإنسان والتقدير اعتبار لولا لها جملة شرط وجملة جواب فففي المثال الأول : التقدير / وجود النيل جملة الشرط لكلمة لولا ، وكون مصر قفرا فلولا تفيد امتناع الجواب لوجود الشرط فقد امتنع كون مصر قفرا لوجود النيل بها وما بعد لولا مرفوع على أنه مبتدأ والخبر محذوف وجوبا والتقدير لولا النيلُ موجودٌ لكانت مصر قفرا ... وهكذا . الموضع الثالث : إذا كان المبتدأ مَتْلُوًّا ـ أي بعده مباشرة ـ واو العطف التي تدل على المصاحبة ؛ وذك مثل : كلُّ إنسانٍ وعَمَلُهُ ، وكل عملٍ وجزاؤه ، وكل صديقٍ وصديقُهُ . والتقدير في مثل تلك النماذج في عطف المبتدأ مباشرة بواو المصاحبة وما بعدها يكون الخبر ( مقترنان ) الموضع الرابع : إذا أغنت عن الخبر حالٌ لاتصلح أن تكون خبرا والمبتدأُ مصدرٌ مضافٌ إلى معمولهِ ، أو اسمُ تفضيل مضافٌ إلى مصدرٍ صريحٍ أو مؤَوّل . ... وهنا ترى المبتدأ إما مصدرا مضافا ، وإما اسمًا دالاً على التفضيل مضافا إلى مصدر ، وبعد كليهما حال لا تصلح أن تكون خبرا لأحدهما ؛ فأين إذا الخبر ؟ إنه محذوف وجوبا تقديره في المثال الأول : احترامي التلميذ (حاصلٌ) إذا كانت الجملة الإسمية نحو / احترامي التلميذ مهذبُا ، ونحو المثال : أكثر حُبٍّي الزهرَ ناضرُا ونحو / أحسنُ ما يُرَى البستانُ مثمِرًا فالحال أغْنَتْ عن الخبر المحذوف وجوبا . والله أعلم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )