من مكتبتي ( قراتُ لك ) 4
==========================================
الصورة الأولى ترجمة ومراجعة لغوية لاسترجاع ذكريات عشتها في الواقع أثناء توجهي لاستلام العمل كمعلم لغة عربية وتربية دينية إسلامية في البعثة المصرية إلى الجمهورية العربية الليبية عام 1972م ، كوصف للرحلة الشاقة جغرافيا حتى الوصول إلى أوباري بمحافظة سبها بجنوب ليبيا .
والصورة الثانية نقلتها من خرئط جوجل لمحافظة سبها الليبية
===============================================================
تحكي الذكريات ما يلي كما هو بالصورة المنشورة من كتيب يدوي محفوظ بمكتبتي المتواضعة أقول فيها :
بعد خمس عشرة ساعة بالحافلة من طرابلس يصل المسافر إلى محافظة الجنوب الوحيدة بالجمهورية العربية الليبية ؛ وهي تقع في قلب الصحراء الكبرى بأفريقيا ، وبمدخلها يتفرع طريق المطار ، وطريق يؤدي إلى دواخل أو مراكز داخلية للمحافظة سبها ؛ كمركز أوباري المعار والموزع إليه في البعثة التعليمية المصرية إلى ليبيا ، ومركز مُرْزُق حيث تبعد أوباري ما يقرب من مائتي كيلومتر على طريق جبلي فردي ممهد لكنه كثير التعاريج والمنحنيات ، ويمتد الطريقي الرئيسي القادم من طرابلس العاصمة في شارع زوجي يمينا ويسارا واسمه ( شارع جمال عبد الناصر ) ، وتطالعك في مداخل المحافظة المدرسة الثانوية على يمينك ، ويقابلها مستشفى جديد كبير ، وبمحازاة المدرسة بعد مسيرة 500 خمسمائة مترا تقريبا يقع مبنى المحافظة ، ويواجهه مبنى الاتحاد الاشتراكي العربي بحيِّ القرضة ، ثم يمتد بك الشارع في استقامة طويلة واسعة فتمر بنادي المعلمين ، ثم تنحرف بعده الحافلة إلى مستقرها المواجه لفندق سبها السياحي الوحيد ، وبالقرب منه يقع الشارع التجاري الرئيسي بسبها وفيه مركز الشرطة ، والسينما الوحيدة بالمحافظة ، وبها مسرح بسيط ، أما في امتداد شارع جمال عبد الناصر فتجد المصرف التجاري الوطني بعد الشارع التجاري بقليل ، ويمكنك أن تستدير من جانبه لتجد مبنى البريد لمحافظة سبها ، وفي شارع عرضي يمر بجوار البنك وأنت قادم من جهة البريد يمكنك أن تواصل سيرك إلى سوق الخضار ومستشفى التطعيم في حي المهدية ، وإذا سرتَ بحذاء الفندق متجها إلى الشمال الغربي تمر بمكتب التوجيه الفني للتربية والتعليم بالمحافظة ، ومكتب الجوازات والجنسية ويقابلهما في الاتجاه الشرقي من الشارع تقع مديرية التربية والتعليم للمحافظة ومبني مجمع المحاكم .
وليس بالمدينة مصابع ، ومياهها عذبة لا تقل جودة ونقاء عن جودة مياه مدينة ( درنة ) وفيها أحلى وأنقى مياه في ليبيا كلها وهي أقرب مدينة بعد الحدزد إلى الإسكندرية ، ومعظم السُّكان المحليين في سبها يعملون في التجارة ، وهم في الغالب من مصراته وجهات الشمال في ليبيا ، أما سبها فيتناثرون في مساكن متفرقة ، وحول المدينة عدة حقول تسمى ( ثواني ) تُنْتِجُ الشعير ، والخضروات المختلفة ، والقضب وهو غذاء الماشية .
وأنت لا ترى تقريبا أية دابة أو حيوان وسط المدينة فلا حمار ولا كلب باستثناء أطراف المدينة فقد تشاهد بعضا منها وغالبا ما ترى الإبل أكثر انتشارا .
=========================================================
تلك هي محافظة سبها ومراكزها مثل أوباري . وقد قضيت في أوباري أربع سنوات كاملة من 1972 حتى 1976م
تعليقات