من مكتبتي : ( قرأت لك ) 7 ( شخصيات من قناطر الخيرت )

من كتاب : قناطر الخيرات للنفوسي ..... اخترت لك أن تقرأ عن صحابي من الصحابة كشخصية دينية مثقفة إنه الصحابي / العلاء بن الحضرميّ واسمه عبد الله بن عماد بن أكبر بن ربيعة بن عُويف من حضرموت ، وأبوه الحضرمي سكن مكةَ وحالف حرب بن أمية والد أبي سفيان ، وكان للعلاء عِدَّة إخوة منهم عمرو بن الحضرمي وهو أول قتيل من المشركين ، وماله أول مالٍ خُمس في المسلمين وبسببه كانت وقعة بدر ، وَفَدَ العلاء على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله : أتقرأ من القرآن شيئا ؟.) فقرأ عبسَ وتولى ...، ثم قال له : هل تروي شيئا من الشعر ؟ فأنشده : حَيِّ ذوي الأضغان تَسُبُّ قلوبهم = تحيتك القربى فقد ترقع النعلْ وإن دحسوا بالكُرهِ فَاعْفُ تَكَرُّمًا = وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تسلْ فإن الذي يؤذيكَ منه سماعهُ = وإن الذي قالوا وراءكَ لمْ يُقَلْ ..... فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من الشعر حِكَمًا ، وإن من البيان سِحْرا ) ، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المُنْذِر بن ساوى العبدي مَلِك البحرين ، ثم ولاه على البحرين إذ فتحها الله عليه ، وأَقَرَّهُ عليها أبو بكر الصديق ثم عمر رضي الله عنهما ، ثم ولاَّهُ عُمرُ البصرة ، فمات قبل أن يصل إليها بماءٍ من مياه بني تميم سنة 14 هجرية ، وقيل سنة 21 هجرية رضي الله عنه وكان رضي الله عنه مُجابَ الدعوة ، وقد خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها ، وذلك مشهور عنه في كُتُبِ الفتوح ، وبعثه أبو يكر على قتال أهل الرِّدَّة بالبحرين ، فلما أقبل إليها وكان بحيال اليمامة لَحِقَ به ثُمامة بن أثال في مسلمة بني حنيفة من بني سحيم ومن أهل القرى من سائر بني حنيفة وتلقاه قيس بن عاصم وخرج معه لقتال أهل البحرين فأكرمه العلاء وسلك معه عدد كثير إلى الدهناء حتى إذا كانوا في بحبوحة وأراد الله عزَّ وجلَّ أن يريهم آياته نزل ،وأَمرنا بالبنزول فنفرت الإبل في جوف الليل فما بقي عندنا بعير ولا زاد ولا مزاد ولا بناء إلا ذهب عليها في عرض الرمال ، وذلك حين نزل الناس وقبل أن يحُطوا فما علمتُ جمعا هجم عليهم من الغم ما هجم علينا ، ونادى منادي العلاء : اجتمعوا فاجتمعنا إليه فقال : ما هذا الذي ظهر فيكم وغلب عليكم ،؟ فقال الناس : وكيف نُلامُ ونحن إن بلغنا غدا لم تحم شمسه حتى نصير حديثا ؟! فقال : أيها الناس لا تراعوا ألستم مسلمين ؟ ألستم أنصار الله ؟! قالوا : بلى . قال : فأبشروا فوالله لا يخذلُ الله من كان في مثل حالكم ، ونادى المنادي بصلاة الصبح حين طلع الفجر فصلى بنا ومنا المُتَيَمم ومنا من لم يزل على طهوره ، فلما قضى صلاته جثا لركبتيه ونصب في الدعاء فلمعَ لهم سراب الشمس فالتفت إلى الصف فقال : رائد ينظر ما هذا ؟ ففعل ثم رجع فقال : سراب . فأقبل على الدعاء ثم لمع لهم آخر ، فقال : ماء ؛ فقام وقام الناس فمشينا إليه حتى نزلنا فشربنا واغتسلنا ، فما تعالى النهار حتى أقبلت الإبل تكرد من كل وجه فاناخت إلينا فقام رجل إلى ظهره فأخذه فما فقدنا سلكا ، وتروينا وكان أبو هريرة رفيقي فلما غبنا عن ذلك المكان قال لي : كيف علمك بموضع ذلك الماء ؟ فقلت أنا مِنْ أهدى العرب بهذه البلاد قال : فكن معي حتى تقيمني عليه ، فكررتُ به فأتيت به على ذلك المكان بعينه ؛ فإذا هو لا غدير به ولا أثر للماء ... وقال الإمام الطبري : عن خبر اجتيازه البحر فقد ندب الناس إلى دارين ثم جمعهم فخطبهم وقال : إن الله قد جمع لكم أحزاب الشياطين وشرد الحرب في هذا البحر ، وقد أراكم آياته في البر لتعتبروا بها في البحر فانهضوا إلى عدوكم ثم استعرضوا البحر إليهم فإن الله قد جمعهم فقالوا : نفعلولا نهاب والله بعد الدهناء هولا ما بقينا ، فارتحل وارتحلوا حتى إذا أتى ساحل االبحر اقتحموا الصاهل والجامل والشاحج والناهق والراكب والراجل ؛ ودعا قال : فأجازوا ذلك الخليج بإذن الله تعالى يمشون على مثل رملة ميثاء (أرض سهلة ) فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل ، وإن ما بين الساحل ودارين مسيرة يوم وليلة ، ولسفن البحر في بعض الحالات فالتقوا بها واقتتلوا قتالا شديدا فما تركوا بها مخبرا ، وسَبُوا الزراري واستاقوا الأموال ، فلما فرغوا رجعوا عودهم على بدئهم حتى عبروا وفي ذلك يقول عفيف بن المنذر : ألمْ ترَ أنَّ الله ذَلَّلَ بَحْرهُ = وأنزل بالكفار إحدى الجلائل دَعَوْنَا الذي شقَّ البحارَ فجاءَنا = فاعجبِْ من فلقِ البحار الأوائل ====================================================================== تلك قصة صحابي جليل رضي الله عنه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )