طرائف من مواقف ( قصة نجاح )

قصة نجاح
مهما تنوعت مجموعتك الوظيفية التي تكلف فيها بأداء عمل ما 

، فبالتأكيد أنت تحب أن تكون ناجحا متميزا بين أقرانك في 

مهمتك سواء كنت تعمل لنفسك في عمل حر أم عند غيرك في 

مؤسسة أو هيئة أو مصلحة حكومية أو غير حكومية تحصل 

منها على راتب أو مكافأة خدمة أو حافز مقابل إنتاج 
أو خدمة تؤديهما ، لأن ذلك يسعدك ويشعرك بثقة في قدراتك 

ومواهبك العملية التي تكسبك احترام  الناس ولذا تحرص على 

تحقيق طموحاتك لتحسين مستواك المعيشي في حياة أفضل .
وهذا مافعله حسني المعلم بالتربية والتعليم منذ تم تعيينه 

بمدرسة إعدادية بأقصى صعيد مصر بمحافظة قنا وفي مدينة 

صغيرة تسمى أبو تشت ، لم يشعر بالغرابة أو الإزعاج لبعد 

مسكنه في الوجه البحري بإحدى قرى محافظة البحيرة ، أو 

الخوف من مواجهة الحياة العملية التي حصد في نهايتها ثمن 

تفوقه الدراسي ، وعين الأوائل لتنشيط التعليم بالوجه القبلي 

نظرا لعدم الإقبال عليه هناك ، أتقن عمله بمهارة فائقة 

وتحمل أمانته بمسئولية كبيرة فاكتسب محبة جميع من تعامل 

معهم من تلاميذ أو إدارة مدرسية أو زملاء عمل بالوظيفة؛ 

حيث منح تقرير امتياز من أول عام تسلم فيه مهنة التدريس 

الشاقة ، وكان حسني يضع أمام ناظريه حديث رسول الله صلى 

الله عليه وسلم الذي يقول فيه ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم 

عملا أن يتقنه ) 
ظل يكافح ويتنقل من وظيفة إلى أعلى منها بسرعة ، وذلك بعد 

أن واجهه في العام الثاني مهمة الخدمة الوطنية لبلادة في 

الجندية ، وكانت من أشد الفترات في حياته قسوة وتجربة 

وخبرة لمدى قوة إرادته وعزيمته وصبره ونجاحه في الحياة ، 

شغل حسني بعد عودته من الأسر في حرب 1976 وهو يخدم 

بمنطقة العريش في رفح سيناء ، وتم تبادل الأسر بعد انتهاء 

الحرب القاسية التي خاضتها مصر أيام جمال عبد الناصر ،

نفس الوظيفة وهي مدرس لغة عربية إعدادي ، لكنه نقل إلى 

محافظته بعد انتهاء جنديته مباشرة عقب عودته من الأسر رغم 

أن زملاءه في  نفس العام والذين لم تمسك بهم قوات العدو 

الصهيوني وتأخذ بصماتهم لديها ظلوا في الجيش المصري حتى 

عام 1973 عام النصر والعبور لتحرير سيناء في عهد الرئيس 

محمد أنور السادات، أما حسني فقد كان أسره معناه أنه لا يمكن 

أن يعود لقوانين دولية تشير إلى أن من يؤسر للمرة الثانية عند 

نفس العدو فإنه يعدم ، ومصر المحروسة تحافظ على أبنائها 

ولا ترمي بهم إلى التهلكة ، ولكن كان عليهم مهمة أكبر 

وهي تعليم الأجيال وغرس الانتماء الوطني في نفوسهم ، وكان 

حسني يقوم بذلك الدورعلى أفضل ما يكون في وظائفه التعليمة 

التي أخذ يترقى فيها على فترات متقاربة لجودة جهده في مجال 

التعليم ، فمن معلم إلى معلم أول إلى موجه فموجه عام فمدير 

مدرسة ثانوية ، وأخذ يتنقل في وظائف الإدارة من التنسيق إلى 

الوسائل التعليمية إلى التعليم الإعدادي والثانوي ومدير إدارة 

التوجيه الفني ثم مديرا عاما لإدارة تعليمية من المستوى الأول 

، ثم تم ترشيحه لوكيل وزارة بإحدى مديريات التربية والتعليم ، 

وكل نجاح يتطلب من صاحبه صفتين مهمتين هما ( الإخلاص 

في العمل والأمانة في تأديته بدقة وإتقان ومهارة ) وعندما يفقد 

إحداهما يبدو في طريق الفشل والانحدار ،كان حسني قد تربى 

على الإيمان وحب الدين والعدل والعطاء لوجه الله تعالى ، 

ويقف بصلابة أمام أي فساد يراه في المسئولين ويحاسبهم 

بالقانون والتحقيق في أخطائهم طالما لديه الوسيلة المتاحة 

والإدارة المنوطة به ، وكان لا يحب الفوضى أو المحسوبية 

أوتدخل السياسة في إجراءات عمله كمدير عام فيتصدى للنواب 

الذين يسعون لإعطاء الحقوق لمن لا يستحقها ويرفض بشدة 

وساطتهم في ذلك، نجح حسني في عمله حتى حدث تدخل من 

جهة عليا وهي المحافظ وحاول توجيهه إلى تحقيق مطلب غير 

قانوني لأحد نواب مجلس الشعب فطلب من السيد المحافظ ورقة 

فيها هذا التوجيه لتحميه من شكوى أصحاب الحق وتحقيقات 

النيابة أو الشئون القانونية ، فقام مع وكيل الوزارة المنتدب 

بالمديرية التعليمة بنقله تحت شماعة ( مصلحة العمل ) إلى 

مديرعام توجيه اللغة العربية التي كان يعمل فيه قبل اختياره 

وترشيحه لمنصب مدير عام تنفيذي لإدارة تعليمية من المستوى 

الأول حيث كان مسئولا عن أكثر من ثمانية آلاف موظف وعامل 

وفني غير الطلبة والتلاميذ بمختلف مراحل التعليم العام 

والخاص والفني ،ماذا يفعل حسني أمام جبروت هذا المحافظ 

الفاسد ومعاونة وكيل الوزارة له ؟

قدم حسني استقالة مسببة لإنهاء خدمته من الوظيفة الحكومية 

وليس عليه أي دليل إدانة أو خطأ قام به ، ووافق وكيل الوزارة 

واعتمد المحافظ القرار ، وخرج حسني رافعا رأسه بنفس درجة 

مدير عام وجميع حقوقه في المعاش عندما يترك العمل في 

نهاية فترة خدمته ، ثم تهافتت المدارس الخاصة بالإسكندرية 

لتطلبه للعمل في إدارتها بأضعاف ماكان يتقاضاه في وظيفته 

التي استقال منها ، وظل يتقن عمله ويرفع رأسه بعزة وفخر 

حتى تقاعد وتفرغ لرعاية أسرته ومحافظة على صحته وحياته 

الخاصة في عيش كريم هانيء البال مرتاح الضمير ، يصلي 

فروض ربه بالمسجد إماما بالناس ويتنظر رضاء ربه وقضائه 

ويوم لقائه .

لما قرأت عن نفسي بصياغة غيري لبعض ما ورد بمدونتي 

المتواضعة ( أنا هنا )حروفي وكلماتي وخواطري ، الموضوع أعلاه ... 

ضحكت وتعجبت ودهشت..كيف تخلق بعض المواقف في حياة 

الإنسان طرائف معلمة ومسلية وأحيانا تضع البسمة أو الضحكة 

على وجه من يسمعها أو يقرأها ؟

مهما كان صاحب الموقف صادقا أو يحكي ما لم يحدث من 

خياله ومن صنع أفكاره وخواطره بهدف الإثارة وجذب القاريء 

لما يكتب ،وبالتالي فإن معظم الطرائف التي نقرأها عن الحياة 

والآخرين مما يضحك أو يشد الانتباه لمعرفة مضمون الطرفة 

نتج من مواقف يعيشها الأديب أو الكاتب تحفزه  للكتابة لغيرها 

من الطرائف عن نفسه أو عن الآخرين في الحياة ممن عرفهم  

وخالطهم وعاش مواقفهم الحياتيه أو تخيل من وجدانه وعقله 

لحروفه وكلماته التي يصوغ بها الطرفة أو يتحدث عن الموقف

وليس هذا لمجرد أن يخفي ذاته وراء ما أنشأ من موضوعات 

ذكية قد تكون مفيدة بما  تحويه من ثقافته ودراسته وتجربته 

الشخصية في هذه الحياة ، ولا يمكن أن أدعي أنني من هؤلاء 

الأشخاص المشهورين من الأدباء والكتاب ، وإنما أنا هنا 

أسرد  بعض تجاربي الخاصة مهما كان فيها من الغرابة أو 

الطرفة أو التعبير الصادق عن موقف من مواقف حياتي 

الخاصة ، فأين أنت من هذه الطرائف الحياتية التي مرت بك 

وقصصتها في أي موقع من المواقع على الشبكة أو في كتاب 

لأقرأ لك وأستفيد من تعليقك هنا على مدونتي 

( غذاء الفكر وبقاء الذكر ) 

 من تجربتك فربما أكون يوما ما أديبا أو شاعرا 

أو قاصا من رواد القصة ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )