رؤية في قصيدة متمردة


 رؤية تحليلية في قصيدة غزلية ( متمردة )

الموقع ( ملتقى الأدباء والمبدعون العرب )
رؤية تحليلية في قصيدة غزلية
قرأتها في موقع أدبي ثقافي على الشبكة العنكبية 
للشاعرة : فوزية شاهين ( بعنوان )
مُتَمَرِّدَة 
المقطع الأول
يقولونَ إنِّي فِي الهوى مُتَمَرِّدَهْ = ونفسِي على مَرمَى الرُّؤى مُتشدِّدَهْ
أغنِّي على أطلالِ من رَحلُوا كما = أطوفُ بجرحِ العاشقينَ مُغرِّدَهْ
يقولونَ إنِّي لو عشقتُ لمرِّةٍ = لصرتُ على عرشِ الهوى مُتفرِّدَهْ
ولكنْ هي الأُنثَى إذا ما فؤادُها = هوى لم تكن في حبِّها مُتردِّدَهْ
فما طَرَقَتْ بابَ الصبابةِ لا،ولم = نجدها على شُبَّاكِه مُتردِّدَهْ
يقولونَ إنِّي قد هجرتُ أحبَّتي = ومزَّقتُ خيطَانَ اللِّقا مُتعمِّدَهْ
ألم تقتلِ المجنونَ ليلى بنظرةٍ = غَزَت قلبَه لمَّا أتت مُتهدهِدَهْ ؟؟
وبعدَ جنونِ الصَّبِّ أرخَتْ ستارَها= على حبِّه حتَّى بدت مُتجلِّدَهْ ؟؟
المقطع الثاني
فقلتُ . بلى يا لائِمي ذاكَ طبعُها = وطبعُ التَّي في حبِّها مُتبلِّدَه ْ
فأمَّا أنَا إمَّا عشِقتُ وجدتَني = بمحرابِ من أحبَبتُه مُتَعبِّدَهْ
أطوفُ على ثَغرِ الغرامِ ومُهجتِي= تلبي إذا مدَّ الحبيبُ لنا يَدَهْ
أنَا فِي كتَابِ الحبِّ لوحةُ عاشقٍ= إذا رُسِمَت ، أبصرتَها مُتجدِّدَه ْ
أنا امرأةٌ كم تصطلي بصبابةٍ = وما كنتُ في حِضنِ الجَوى مُتجمِّدَهْ
فإنَّ الخطى للصَّبِّ مهما تَعثَّرَت = جعلتُ طريقَي في هواه مُمهَّدَه
ولكنْ إذا ضلَّ الحنينُ طريقَه = فقولوا كما شِئتم . نَعم مُتمرِّدَهْ
مقدمة للتحليل الأدبي للنص
التحليل الأدبي للنص ليس نقدا ، 
وإنما وجهة نظر متذوق لمفردات وتراكيب وجماليات الشعر العربي ،
مع التقدير لصاحب النص 
واحترام اختياره لأسلوبه وموضوعه وصياغته تحت أي فن من فنون الأدب
وأتناول في رؤيتي

عنوان القصيدة
التمرد في اللغة معناه
المَرْدُ من ثمر الأراك أو نضيجهُ ، والسُّوقُ الشديدة
وفي معجم مختار الصِّحاح ، والقاموس المحيط
كلُّ عاتٍ من إنس أو جن متمرد ( فرعون ) تفرعَنَ ، بمعنى تشيطَنَ ( بنص المعجم ) ،
قال الشاعر أمية بن الصلت
أَيَّما شاطِنٍ عَصَاهُ عَكَاهُ = وَرَمَاهُ في القَيْدِ والأغْلالِ
ومتمردة اسم فاعل وهو: منْ أقدم على بلوغ الغاية التي يخرج بها من جملة ما عليه ذلك الصنف ( بنص كلام المعجم )
( وقد انتصرت بصلابة المبدأ كشدة الساق في الزرع والنبات شاعرتنا الأديبة المبدعة ببدء قصيدتها وختامها بقولها متمردة )
المقطع الأول : قول عشاق الخيال
رأيتُ الشاعرةَ تَخْلُقُ لنفسها عشَّاقا كُثْرا ، من خيالها وإبداع وجدانها ومهارتها الفنية لتصور في شكل عام رغبة الأنثى أن تكون في عيون وقلوب المعجبين بها
جاء ذلك في اختيارها المضارع المستمر : (يقولون) بصيغة جمع المذكر السالم ــ وإن كانت الصياغة يجوز أن تطلق أيضا على الإناث ــ فالصيغة تحتمل النوعين
ثم يعجبها التصور الذي يجذب (هؤلاء القائلين) إليها فتأخذ في وصف نفسها لهم بلسانهم هم
حتى يكون ما هو منسوب إليها بصفات غير محببة إلى نفسها قد قيلت من حسادها أو ممن لم يحصل على هواه منها ورضاها عنه )
فالعشاقُ ؛ ( قيس ) وهي ( ليلى ) فَلْتَدِلَّ عليهم ( من الدلال ) ماداموا هائمين بالحديث عن تمردها وتشددها وتعمدها برط حبال المودة مع أحبتها بالعطاء والهجر، وهي تقارن بين الأنثى وسلوكها بوجه عام وبين شخصيتها الذاتية المتفردة
حتى تصنع فيهم ما صنعت ليلى بقيس ( أغني على أطلال من رحلوا )
ثم توضح منْ هم في قولها :(ألم تقتلِ المجنونَ ليلى بنظرةٍ ) وتتطرق في اختيارها لما يُمْدح فيها من صفات
توقع عشاق الغرام في هواها أكثر حين تقول في البيت الخامس من قصيدتها
(فما طَرَقَتْ بابَ الصبابةِ لا،ولم = نجدها على شُبَّاكِه مُتردِّدَهْ)
ثم تنهي المقطع الأول من قصيدتها ذات الخمسة عشر بيتا ،
بأن مَنْ جربت فَقْدَ الحبيب الذي اختارته وعشقته أن ترخي ستائرها على حبه الساكن قلبَها في تجلدٍ وصبرٍ وعدمِ نسيان ،
هكذا يظنُّ القائلون أن التي ترفض هواهم في طلبها بجنون أنها امرأة من هذا النوع
رد الشاعرة عليهم
وتبدأ المقطع الثاني من قصيدتها في لوم العشاق على ما نعتوها به من صفات لا تحبها والدليل،
أنه ليس لوم اعتراض حين تقول: ( بلى ) بالإيجاب ، هذا طبع جامدة القلب المتبلدة الإحساس والشعور ،
أما أنا فأقدس العلاقة الطاهرة المشروعة وتُراني حينَ أعشق من أحببته كأنني في محراب الطاعة لله والسعادة مع من أحببت أحقق كل أمنياته بتلبية القلب والجوارح لا أمتنع على الحبيب ( الزوج )بإشارة منه يجدني متجددة في صفحات كتاب الحب المليء بصور السعادة والشوق

أشتاق لقاءه كما يشتاقني وتقطعني الصبابة وتلهب قلبي بالغرام المتجدد فأمهد الطريق له بكل وسيلة تسعده وتسعدني معه
ثم تختم أبياتها بتحذير عشاق الغرام المتحدثين عن طلب هواها بغير الطريق السوي المشروع أنهم ضَلُّوا إليها الطريق بإعراضها
عنهم ، وحين ذلك لهم أن يقولوا عنها ما يشاءون فترد عليهم ( نعم متمردة )
والله أعلم
وللنقد الأدبي في البلاغة في البيان والبديع طريق غير طريق التحليل الأدبي للنص لو أتيحت الفرصة للنقاد أن يتكلموا
تحياتي وأمنياتي الطيبة للشاعر الأستاذة فوزية شاهين

===============
ونواصل الشرح والتعليقات من المتصفحين للرؤية . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )