شرح لقصيدة متمردة وتعليقات


 قصيدة متمردة 
 محاولة شرح
المقطع
1
يزعمون أنني امرأة عصية، صعبة المنال، لا تبالي بمن قضى في حبها أو عاش به معذبا، ولو أنني أحبت لجلست على عرش القلوب معززة مكرمة. يزعمون أنني لم أذق مثل النساء طعم الحب في حياتي مرة واحدة. يزعمون أنني أجفو من يتقرب مني، وأقاطع من يصلني، مثلي عندهم كمثل ليلى التي عذبت قيس بنظرة، ثم تركته يصارع الجنون والموت وحده
المقطع 2
صدقتم ! هذا هو طبع المرأة التي لا تتأثر، لكن أنا، إن أحببت أحببت بكل قلبي، ولمن أحب جددت الحب كل يوم حتى لا يبلى، فأنا امرأة تعرف معنى دفء اللقاء وبرودة القطيعة، وإن أحسست بمشاعر الآخر نحوي، سارعت إلى فتح الطريق أمامه الوصول إلى قلبي، ولكن إذا غاب الود من طرفكم، فقولوا عني ما يحلو لكم
أعرف منذ عامين تقريبا ما تنشره الشاعرة الأستاذة فوزية شاهين في منتدى آخر. أحيانا هي تنظم بلغة معقدة تضطرها إلى ضرورات شعرية ومخالفات لغوية، وأحيانا تنظم بلغة سلسة فتعبر بدقة عن الفكرة التي تطرقها
ما يمكن ملاحظته للوهلة الأولى في هذه القصيدة كثرة استعمال كلمة الحب أو مشتقاتها ومرادفاتها، فلا يكاد يخلو بيت منها
المقطع الأول : (الهوى- العاشقين - عشقت - الهوى - هوى - حبها - الصبابة - أحبتي - الصب - حبه )
المقطع الثاني : حبها - عشِقتُ - أحببته - عشقته - الحبيب - الحب - عاشق - صبابة - الجوى - للصب - هواه )
2.- كثرة لفظة أنا مع توكيدها : (إنِّي - إنِّي - إنِّي - أنَا - أنَا - أنَا )
هذا الاستغراق في الأنا، يعطي انطباعا عن شخصية المرأة المتعالية، المتمسكة بفكرتها الوهمية عن الحب بكل عناد
3.- الحشو مع الهفوات اللغوية والتي قد تعود للضرورة الشعرية كما ذكرت سابقا  
- فما طَرَقَتْ بابَ الصبابةِ لا،ولم = فما طَرَقَتْ بابَ الصبابةِ هِي، وَلَمْ
- نجدها على شُبَّاكِه مُتردِّدَهْ = نجدها على شُبَّاكِهَا مُتردِّدَهْ (هاء شباكها لا بد أن تعود في نظري على الصبابة لا على ''باب'' ولا على ''حبها'' في البيت السابق)
- ومزَّقتُ خيطَانَ اللِّقا مُتعمِّدَهْ = وَقَطَّعْتُ أوْصَالَ اللِّقا مُتَعَنِّدَهْ/مُتَبَعِّدَهْ (أوصال م. وصل أي صلة؛ متعندة/متبعدة بمعنى متباعدة عن الناس)
4.- تكرر استعمال أسلوب الشرط، ليس في هذه القصيدة فقط حيث نجد أربع جمل شرطية، بل في معظم قصائد الشاعرة، ما يجعل الجملة غامضة وزمن الفعل غير محدد، والفكرة افتراضية، كما فكرة الحب عند المرأة هنا
- فأمَّا أنَا إمَّا عشِقتُ وجدتَني = فأمَّا عنِّي إنْ عشِقتُ وجدتَني
5.- ولكنْ هي الأُنثَى إذا ما فؤادُها = هوى لم تكن في حبِّها مُتردِّدَهْ
_ أطوفُ على ثَغرِ الغرامِ ومُهجتِي = تلبي إذا مدَّ الحبيبُ لنا يَدَهْ
(هذان البيتان، عندي كمتذوق للشعر، لا فائدة منهما داخل القصيدة)
5.- تعابير غامضة : على مرمى الرؤى متشددة ( بمعنى : أُرى عن بعد متشددة؟)
6. - أجمل ما في القصيدة استحضار قصة الشاعر المجنون وليلاه، بأسلوب بديع في البيتين التاليين
ألم تقتلِ المجنونَ ليلى بنظرةٍ...غَزَت قلبَه لمَّا أتت مُتهدهِدَهْ
وبعدَ جنونِ الصَّبِّ أرخَتْ ستارَها...على حبِّه حتَّى بدت مُتجلِّدَهْ
فالقارئ يستطيع تصور لحظة رحيل ليلى عن الحي ومرورها في هودجها المتهدهد برفق على قيس، وتنظر إليه بنظرة الوداع الأخير من شق الستار ثم تسدله عليه، غير آبهة بمصيره، في مشهد شعري مأساوي مؤثر حقا
مع الأسف، تم توظيف هذه الصورة البديعة كرمز لعدم تأثر المرأة لحظة فراقها للحبيب، حسبما فهمت
تحياتي للأستاذين : الجليل محمد فهمي يوسف، والفاضلة فوزية شاهين. وقد أعود لتصحيح ما قلته بسرعة هنا
 مع كل الاحترام والتقدير
( عمار عموري )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )