طرائف أدبية 9

مرَّ أديب كبير برجل يتكففُ الناسَ على قارعة الطريق ، فوقف ليعطيه شيئا ثم أخذ يبحث في جيوبه عن حافظة نقوده فلم يجدها ، فقد كان قد نسيها في البيت في الحلة التي استبدلها ، وكان السائل المسكين لايزال يمد يده باسطها ، فما كان من الأديب إلا أن وضع يده في يد السائل وصافحه بحرارة كأنه يعرفه  فتهلل وجه السائل من السرور وقال له وقد فهم نبته وما حلَِّ به : أشكرك هذه أيضا صدقة؟ 
وسئلت عجوز يفيض وجهها يشرا وجمالا وهي تمد يدها تطلب صدقة : أي مواد التجميل تسنعملين ؟!!
فقالت بثقة : أستغمل لشَقَتَيَّ الحقّ ، ولصوتي الذكر ، ولعيني غض البصر ، ولقوامي الاستقامة ، ولقلبي الحكمة ، ولنفسي الطاعة ،ولهواي الإيمان ، جزاك الله خيرا ، أنا أمد  يدي إلى رب السماء هو أعلم بحالي . فاستحيا الرجل فأخرج حافظته وأعطاها لها .
وهذا حديث شريف عمن يسنحق الصدقة  أولا :


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )