ماجستير إعلامية عن العلاقات المصرية الخليجية (10)
الفصل الثاني
معالجة البرامج السياسية للعلاقات المصرية
الخليجية
المبحث الأول :
الفضائيات العربية نشأتها وأهميتها ووظائفها
أولاً - نبذة
مختصرة عن نشأة القنوات الفضائية العربية:-
بدأت أول خطوة
في مجال البث المباشر عام 1967 بظهور ما أطلق عليه التلفزيون العالمي ، حيث تم بث برنامج من إنتاج عالمي مشترك
باسم (عالمنا ) ،
واستخدم في نقل
هذا البرنامج أقمار الاتصال الأربعة التي كانت موجودة وقتئذ ، وقد اشترك في إنتاج هذا البرنامج 24 هيئة
تلفزيونية ،
تلاه برنامج باسم ( أطفال العالم ) والذي أذيع عام 1971
أثناء احتفال منظمة اليونيسيف بعيدها الخامس والعشرين ،
وقد كانت هناك
عدة معوقات تقف في سبيل تقدم التلفزيون العالمي وأهمها : مشكلة الاختلاف في
التوقيت ، العوائق الخاصة باللغة التي لا تسمح بالبث المباشر لهذه البرامج ،
والعوائق الخاصة بالمستوى التقني الذي يتمثل في اختلاف
أنظمة البث التلفزيوني المستخدمة في الدول المختلفة آنذاك. ([1])
تمكن البث الفضائي العربي أن يواكب مساحات البث الفضائي
في العالم بعد مدة من استقرار البث الفضائي في أغب دول العالم ،
حيث تداركت
الكثير من الدول العربية خطورة البث الوافد من الدول الأجنبية ، واتخذت لنفسها
قنوات خاصة تبث بها كل ما تراه ملائما لطبيعة فلسفتها ،
والأقطار العربية تمتلك الآن قنوات فضائية وبأعداد
متزايدة يوماً بعد يوم حتى أن هناك بعض المؤسسات العربية مثل راديو وتلفزيون ( art) تملك
ما يزيد عن 30
قناة فضائية متنوعة ، وكذلك قنوات أوربيت ( (orbit تبث بأكثر من 20 قناة
فضائية متنوعة البرامج .
والقنوات الفضائية العربية تنقسم إلى نوعين ، قنوات
عربية رسمية ، وقنوات عربية غير رسمية ، فضلاً عن قناة الجزيرة الفضائية العربية والتي
تعود ملكيتها لدولة قطر . ([2])
وقد شهد مجال صناعة الأخبار التلفزيونية طفرة كبيرة في
السنوات الأخيرة ، خاصة بعد صعود بعض القنوات الفضائية الإخبارية العربية لتنافس
القنوات العالمية ،
فقد أصبحت قناة
الجزيرة التابعة لدولة قطر منافساً قويا لقناة بي بي سي الأمريكية العالمية ، وقد
انضمت العديد من قنوات البث الفضائي العربي إلى قناة الجزيرة في الآونة الأخيرة
لتندرج تحت
تصنيف البث الفضائي العربي ، وقد أشير في
الأوساط الأكاديمية إلى أدوار البث الفضائي العربي الريادية في تبشير وتعميم
مفاهيم مثل النقاش السياسي
وحرية الصحافة والمعايير الصحفية الغربية في العالم
العربي، وتمت الإشادة أيضا بالاستقلال النسبي لهذه القنوات عن التأثيرات السياسية
على الرغم من أنها لا تزال محطة تمولها الدولة ،
ومن جانب آخر تم
اتهام بعض القنوات العربية الفضائية ببث دعاية مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية
ومناهضة لإسرائيل وإثارة المشاعر والاضطرابات في العالم العربي
من خلال بث
محتوى منشق وصور مرئية .([3])
وتعتبر الفضائيات الإعلامية جزءً من
أجهزة الاتصالات الجماهيرية
التقليدية والتي تشمل الصحف والمجلات والراديو وسينما التلفزيون المحلية ،
ويفترض أن وظيفتها الأساسية ترتكز على جمع
المعلومات وإتاحتها للمواطنين والمستهلكين للاستفادة منها ، أي بإعلام المواطن بما
تقوم به السلطات السياسية من أعمال . ([4])
ثانياً
- وظائف وأدوار القنوات الفضائية :
دور الفضائيات الإعلامية يتحدد بوظيفتين من بين ثلاث ،
تلك التي تهدف لتحقيقها المؤسسات المالكة لهذه الأجهزة وهي :
·
تحقيق النفع العام من خلال برامج ذات أهداف اجتماعية وسياسية .
·
إعلام وإخبار وتعليم وتعميم المواضيع العلمية .
·
برامج إقناعية تابعة لمؤسسات حكومية أو خاصة تهدف إلى
التأثير على الأفراد.
كما توجد وظيفة رابعة وهي تقديم البرامج الترفيهية التي
تهدف إلى تحقيق العوائد المالية لهذه المؤسسات ، على حساب كل ما هو إعلامي أو
سياسي أو ثقافي. ([5])
ثالثاً - الوظيفة الإخبارية لوسائل الإعلام :
أصبحت الوظيفة الإخبارية اليوم هي من أهم الوظائف التي
تؤديها وسائل الإعلام في كل الأنظمة الإعلامية على اختلاف فلسفاتها ،
ولقد أصبح
الإنسان أكثر من أي وقت مضى شديد الاهتمام بما يجري حوله ، إن الخبر اليوم أصبح عاملاً هاماً من العوامل
المؤثرة في كافة مجالات الحياة سياسية
أو اقتصادية أو اجتماعية ، هذا بالإضافة إلى آثاره النفسية
والاجتماعية على الفرد أو الجماعة أو الأمة ، وهو مسئولية
كبرى
يتحملها أولئك الذين
يعملون في مجال الأخبار في وسائل الإعلام على اختلافها . ([6])
وتساعد وسائل الاتصال المعاصرة في ترتيب أولويات الجمهور
، حيث عبّر ماكومبس وشو عن
ذلك بقولهما :" إن الجمهور لا يتعلم
فقط القضايا من وسائل الاتصال ،
ولكنه يتعلم
أيضاً أهمية تلك القضايا من تركيز وسائل
الاتصال عليها ،
وبعبارة أخرى
فإن الأهمية المتزايدة التي توليها وسائل الإعلام لقضايا معينة تؤثر على أهمية هذه الموضوعات بين الجمهور،
وإن وسائل
الاتصال لا تقوم بإعلام الجماهير فقط ولكنها أيضاً تمارس تأثيرها عليهم بالنسبة
لما هو هام وينبغي أن تعرفه . ([7])
رابعاً
- التأثير السياسي للقنوات الفضائية :
أثبتت الدراسات الإعلامية مدى فاعلية وسائل الإعلام بشكل
عام والقنوات الفضائية بشكل خاص في التأثير الواضح على أفكار واتجاهات وسلوك
الجماهير ،
ولا يقتصر دور هذه الوسائل على مجرد الآراء والأفكار ، بل تعداه إلى التأثير في الاتجاهات بتدعيمها أو تبديلها ،
وفي هذا الصدد فإن تلك الوسائل يمكنها أن تقوم بالإسهام
في إعادة بناء الأفراد بما يمكنهم من التصدي لمسؤوليات عصرهم ،
وبلوغ مستوى الحياة المحققة لطموحهم المستمر ، وآمالهم
المتجددة ومطالبهم وأهدافهم ([8])
خامساً
- الضغوط التي تتعرض لها المؤسسات الإعلامية في نشر الأخبار:
تخضع المؤسسات الإعلامية في
أحوال كثيرة إلى قيود وضوابط وضغوط تمارسها مؤسسات أخرى سياسية كالدولة واجتماعية
كالمجتمع واقتصادية كالشركات ،
ويكمن
السبب في وضع هذه القيود على إدارة المؤسسات الإعلامية ، لإدراك الجهات الضاغطة
لأهمية الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام وتأثيرها الخطير على المجتمع ،
ولذا فإن هناك محاولة مستمرة للسيطرة على
المعلومات ونشرها في جميع المجتمعات ، وقد تختلف درجة السيطرة وشكلها وأسلوبها ،
إلا أنها تلتقي جميعاً على ضرورة وضع بعض القيود
والضوابط وممارسة الضغوط على المؤسسات الإعلامية . ([9])
أشار الباحث ويليام روف في دراسته عن
تأثير ملاك القنوات والمؤسسات الإعلامية العربية على الوسيلة الإعلامية في العالم
العربي ،
أن النظام السياسي هو أكبر مؤثر على الدور
السياسي للقنوات الإعلامية في العالم العربي ، وأن العوامل السياسية المحلية
الموجودة اليوم لا تزال تؤثر تأثيراً كبيراً
على
وسائل الإعلام العربية ، وأضاف روف أن
تغير النظام الإعلامي في الدول العربية مرتبط ارتباطا
مباشرا بتغير الأنظمة السياسية ،
ورغم أن التكنولوجيا الحديثة بدأت تحد من الأمر
قليلاً إلا أنه يجب وضعه في الاعتبار دائماً كعامل مؤثر ومهم . ([10])
سادساً
- تأثير مالك المؤسسة الإعلامية على إدارة
المؤسسة و نشر الأخبار :
ومن
أهم الضغوط
التي تتعرض لها المؤسسات الإعلامية وتؤثر على الأخبار هو السيطرة الاقتصادية من
خلال الإعلان وامتلاك وسائل الإعلام ،
حيث أن مالكي وسائل الإعلام سواء كان المالك جهة
حكومية أو قطاعاً خاصاً لهم تأثيرهم في ما يقرأه الناس وما يسمعونه وما يشاهدونه ،
بالإضافة
إلى سيطرتهم على مضمون الوسائل الإعلامية ، وينعكس هذا التأثير على المؤسسة
الإعلامية وإدارتها من خلال عدة أشكال أهمها :
·
يقرر
مالك المؤسسة الإعلامية سياستها وأهدافها ويقوم بتوجيهها سواء كان مديرها أم لا.
·
يقوم
مالك المؤسسة الإعلامية بالإشراف على تعيين الموظفين وتحديد مسؤولياتهم بغض النظر
عن أهليتهم لتحمل المسؤولية أم لا والمقياس هو الولاء وليس الكفاءة .
·
يتدخل
مالك المؤسسة الإعلامية – حتى ولو لم يكن هو المدير التنفيذي – في إصدار القرارات التي قد تتعارض مع قرارات
المدير التنفيذي للمؤسسة الإعلامية .
·
يحدد
مالك المؤسسة الإعلامية ميزانيتها ، مما يؤثر على نشاطها وفعالية إدارتها بوجهيها
التحريري والإداري والميزانية والعوامل الأخرى تؤثر على المؤسسة تأثيراً مباشراً .
([11])
سابعاً
– الرقابة على مضمون الرسالة الإعلامية :
لقد أصبح نقل الخبر
يتميز بالتحيز وانعدام التوازن بســبب التأثير الأيديولوجي السياسي والاقتصادي،
وهذا هو المعيار الثالث لقياس قيمة الأخبار،
إذ نجد أن الاعتبارات الاقتصادية تحول دون قيام
العدل المطلوب بين الأخبار، وذلك لاعتماد الشبكات الإخبارية على الأرباح التي
تجنيها.
ففي كل
مجتمع هنــاك مجموعة من الأفكار والمعتقدات وطرائق السلوك تسمى بالقيم، وبما أن القيم هي مفهوم أشمل وأوسع من المعتقدات،
إلا أن المعتقدات تعني حكما أو رأيا
أو اتجاها يتعلق بالواقع الاجتماعي يعتنقه الفرد مقتنعاً بصحته ، ويختلف هذا
المفهوم عن مفهوم القيم التي غالبا
ما تكون نسقاً شبه مقنن
يستخدمه الفرد في تقديــر المواقف، ولهذا فإن المعتقد هو حكم واقعي صادق ، فيما
تتصل القيم بما يعده الفرد أمراً مرغوباً فيه أو مرغوباً عنه . ([12])
تكتسب الرقابة
على مضمون الرسالة الإعلامية أهميتها لعدة اعتبارات منها ما يلي :
الاعتبار الأول : أن تكون الرسالة الإعلامية منسجمة مع أهداف المؤسسة ،
وذات مستوى أدبي وفني وعلمي لائق .
الاعتبار الثاني: أن تحقق الرسالة الإعلامية مسؤوليتها الاجتماعية بانسجامها مع الصالح العام.
الاعتبار الثالث: الالتزام بقوانين المطبوعات التي تنظم النشر
والتشريعات الإعلامية التي تحدد موجات البث الإذاعي وحماية المستقبلين من محتويات
البرامج الضارة
وحفظ حقوق الإنتاج الصحفي أو الإذاعي وعدم التعدي عليه
وتتفاعل الاعتبارات الثلاثة لتسهم في تحقيق نوع من الرقابة الذاتية على الرسالة
الإعلامية .([13])
المبحث
الثاني : البرامج السياسية أهميتها وأهدافها وتأثيرها في الجمهور
عند
دراسة البرامج السياسية وتعرض الجمهور لها يبدأ الباحثون
باستعراض القيود المفروضة على التدابير التقليدية للتعرض المتلفز للسياسة ،
وبعد ذلك يتم تحليل الأمر عن طريق صحة المقياس
البديل للتعرض وتقنية البرامج التي تقدم المحتوى السياسي لهم ،
وتقييم فائدة هذه البرامج في تحقيق الأغراض
المطلوبة منها ، كما أنه دائما ما يتم دراسة مزايا وعيوب هذه البرامج لفهم كيفية
تأثر الناس ببيئاتهم الإعلامية ،
وقد أثبتت الدراسات أن مستوى التعرض للبرامج السياسية ثابت من قبل المشاهدين وهو الأمر
الذي يشكل أهمية في معارفهم السياسية.([14])
ا
– ماهية البرامج السياسية:
برامج الحوار السياسية هي برامج تتناول موضوعات سياسية
وتستضيف من يتناولون القضايا السياسية باستخدام أسلوب المواجهة ،
وخاصة تقديم
شخصية بارزة مقابل خصم قوي أو معروف ، وتقدم البرامج السياسية والإخبارية في
ثناياها أخباراً ولقطات قصيرة ومقابلات سريعة وتحليلات إخبارية
تعمل على تقديم آراء متنوعة للجمهور ، تساعدهم على إدراك
الأحداث الجارية وتكوين رأي عام عنها . ([15])
وقد أصبحت
البرامج السياسية الحوارية نوعاً أساسياً من أنواع البرامج التلفزيونية ، بسبب
الخصائص العديدة لتلك البرامج ، فهي ترتبط ارتباطاً قوياً بالأحداث الجارية ،
مما جعلها تشكل أهمية بالغة للعديد من تلك
القنوات الفضائية ، ويمكن تحديد أهميتها في ما يلي :
·
تعد
البرامج الحوارية السياسية من أكثر البرامج الرقابية على الأداء السياسي من خلال
التوجيه والتقويم والإرشاد ،
وذلك
لأنها تعمل على تزويد المعرفة السياسية لدى الجمهور وزيادة الإدراك السياسي لديهم
، وإثرائهم بالمعلومات وتهيئة ذهنهم للاستقبال والمشاركة الفعالة ،
وهذا الأمر يعود بالنتائج الصحيحة
مستقبلاً لأنها ومن دون أدني شك سوف تجعل من هذا المواطن قادراً – ليس على
المشاركة فقط –
بل وتضمن لديه القدرة على النقد من خلال التعرض لتلك البرامج وبهذا
تتحقق تلك الوظيفة الرقابية .
·
تتميز
بالتفاعلية ورجع الصدى من خلال المشاركة الجماهيرية التي تعد أهم سمة من سماتها ، إذ تحقق من خلالها اتصالاً مباشراً مع الجمهور ،
ويتم إشراك المشاهدين من خلال وسائل التفاعل المختلفة ، مما أدى إلى
توسيع هامش الحرية المتاحة للجماهير في التفاعل مع قضايا المجتمع ،
وهذا تعبير واضح بما يسمى
بالمشاركة الجماعية أو الجماهيرية .
·
العمل
على زيادة ثقة المتلقي وقناعته ، نظراً لإحساسه بالمشاركة أو إحساسه بأنه يحصل على
المعلومات من مصادرها المباشرة ، دون وجود وسطاء في نقل المعلومة ،
خاصة
إذا كانت هناك تصريحات للمسئولين وردت على لسانهم أثناء المناقشة .
·
أسهمت
تلك البرامج في تدعيم الآراء الموجودة لدى الأفراد من قبل الاتجاهات والقضايا
المختلفة التي تسهم بالتفاعل بين المختصين وقادة الرأي من جانب والجماهير من جانب
آخر .
·
تعد
من أكثر البرامج انتشارا ونجاحاً في توصيل الرسالة الإعلامية إلى المشاهدين ، كما
تؤدي دوراً أساسياً في تشكيل اتجاهات الرأي العام لما تفرضه طبيعة التلفزيون
في إيصال
الرسالة بين المرسل والمستقبل ، وأصبحت جزءً أساسياً من طقوس الحياة اليومية لكثير من المشاهدين كأحد الآليات
التي تستخدم لإعلام الجمهور
وإعلانهم بكل ما هو جديد عن
تفاصيل حياتهم اليومية من خلال ما تقدمه من تقارير وحوارات للإحاطة بما يدور من
مجريات الأحداث . ([16])
ب
- أهمية البرامج السياسية :
تتلخص أهمية البرامج الإخبارية السياسية فيما يلي :
1. معظم المعلومات المقدمة من خلال البرامج غير السياسية تفيد في
المراحل الأولية من المعرفة السياسية لكنها لا تساهم بدور كبير في المراحل
المتقدمة من التنشئة السياسية ،
وفي
تكوين إدراك عن الواقع السياسي ، حيث إنها تتضمن إشارات لبعض الأحداث والمواقف السياسية دون ذكر تفاصيل
وإنها لا تتناول الأحداث الجارية وتطوراتها .
2. يخطئ البعض حيث يخلط بين البرامج السياسية والمهمة الإخبارية التي
يقوم الإعلام بها ويقصرون تلك البرامج على مجرد تقديم الأخبار والواقع ،
إلا
أنه ليس ثمة مجال لهذا الخلط ، وذلك أن المادة الإخبارية لا تقتصر فقط على الأحداث
السياسية
3- كما أن البرامج الإخبارية لا تتناول موضوعات وقضايا سياسية بل
إنها تعرض موضوعات وقضايا اجتماعية
و
اقتصادية وغيرها ([17])
ج
– أهداف البرامج السياسية :
أما عن أهداف البرامج السياسية فتتلخص في الآتي :
1. الإخبار : ويقصد به تقديم ما يشبع حاجة المستمعين الملحة والمتصاعدة إلى
معرفة كل شيء عن شؤونهم الداخلية ، وشؤون الدول الأخرى ، وهي مهمة أساسية تتسابق
وسائل الإعلام إلى تحقيقها .
2. التفسير والشرح : لا تقف مهمة البرامج
السياسية في الإذاعة والتلفزيون على تقديم الأخبار ، لأن الوقت المستغرق لإذاعة
الأخبار ليس كافياً لمهمة الشرح ،
ولا يفي باحتياجات المستمعين المتزايدة لمعرفة
الأحداث وهنا يأتي دور البرامج السياسية .
3. التوجيه : تزداد أهمية هذه الوظيفة في إطار
تقديم وعرض المواد السياسية ، وذلك أنه في ظل الشرح والتفسير يقتصر الأمر على مجرد
تقديم مزيد من المعلومات
وإلقاء مزيد من الأضواء على ما يقدم من
أخبار ، في إطار يفترض فيه الموضوعية والصدق .([18])
د - دور وسائل الإعلام في الشؤون الدولية وتشكيل الأجندة السياسة الخارجية:
هناك ثلاثة اتجاهات تبحث في حدود الدور الذي يمارسه
الإعلام في عملية السياسة الخارجية :
الاتجاه الأول : السياسة الخارجية وأن الصحفيين يؤثرون علي السياسة
وأحياناً تكون الصحافة قوية ومتحيزة مما يدفع المسئولين الحكوميين إلى الشكوى من أن الإعلام يفسد سياستهم الخارجية .
الاتجاه الثاني : يؤكد أصحابه على أن الحكومة تحتكر الإعلام حيث يقدم المسئولون الأحداث من
خلال معلومات منتقاة ،
ويخفون الحقائق خلف ستار من السرية ،
ويمدون الإعلام
بكم من البيانات الصحفية المحددة ، ومن ثم تصبح الصحافة دمية في أيدي الحكومة ،
حيث يقف الإعلام بجانب المصالح القومية
للنظام السياسي
الذي ينتمي إليه
مما يجعل من الصعوبة التأكد من الاستقلال الإعلامي والحياد في مواجهة الانتماء الوطني . ولا ينحصر تأثير السياسة الخارجية للدولة في موقف الصحافة
من الأحداث الخارجية
أو نوعية
المصادر التي تعتمد عليها، بل يمتد إلى التصورات الإعلامية التي تقوم الصحف
بصياغتها عن الدول والشعوب الأخرى وذلك وفقاً لتوجهات السياسة الخارجية الدولية .
الاتجاه الثالث : يرى أصحابه أن الصحافة ليست مستقلة تماماُ فيما تقدمه
عن توجهات السياسة الخارجية ، كما أنها ليست تحت سيطرة الحكومة تماماً في تناولها
للشئون الخارجية ،
وإنما يتوقف حجم الدور الذي تمارسه وسائل
الإعلام في المجتمعات الديمقراطية على عدد من المحددات أهمها المرحلة التي تمر بها عملية السياسة الخارجية
وطبيعة الأحداث والقضايا الخارجية .([19])
المبحث
الثالث : العلاقات المصرية الخليجية نشأتها وتطورها
أ
- مدخل للعلاقات المصرية الخليجية
تحتل العلاقات المصرية
الخليجية دوراً محورياً في حركة التفاعلات السياسية والاقتصادية
في الساحة العربية وقد شهدت هذه العلاقات تطورات نوعية بعد حرب الخليج الثانية على
أكثر من صعيد
، وفي مركب
العلاقات المصرية الخليجية تتداخل الاعتباراتُ المحليةُ والثنائيةُ بأخرى إقليميةٍ
ودوليةٍ فاعلةٍ كانت ــ في بعض الأحيان ــ لها دورٌ محددٌ وإطارٌ مرجعيٌ ([20])
إن النظر للعلاقات المصرية الخليجية على مدار النصف قرن
الأخير يكشف عن أن السمة التعاونية هي السمة الغالبة على هذه العلاقات ،
إن الانطلاق بالعلاقات المصرية الخليجية قُدماً للأمام
سيخدم بلا شك مجمل العلاقات العربية العربية ويمثل القاطرة التي تقودها ، خاصة في
ظل ما تواجهه الأخيرة من تحديات عدة .([21])
منذ نشأة الجمهورية في مصر وحتى ثورة الخامس والعشرون من
يناير 2011م ،يمكن تتبع أربع مراحل متداخلة من العلاقات المصرية- الخليجية (من خلال تمييز أربع مراحل X)عبارة زائدة حشو
تتذبذب بين التوتر والتحالف؛ فأولى هذه المراحل
في خمسينات وستينيات القرن المنصرم عندما مرت العلاقات المصرية السعودية بأشد مراحل توترها،
وبلغت ذروتها في
حرب الوكالة التي خاضتها الدولتان
في النزاع الأهلي اليمني. غير أن سمة التوتر والتنافس الحاد في هذه
الفترة لم تطغ على علاقات مصر مع بقية إمارات الخليج،
وفى مطلع
السبعينات دخلت العلاقات المصرية الخليجية مرحلة جديدة اتسمت بالانفتاح والتعاون فشهدت العلاقات بين مصر والسعودية بداية انفراجها في قمة
الخرطوم
وانتقلت من
كونها انفراجة وتحسناً في العلاقات إلى ما يمكن وصفه بالتحالف في السنوات التي تبعت
حرب 1973 مع إسرائيل.
ثم
تلت هذه
الانفراجة المرحلة الثالثة التي سادها التوتر النسبي مرة أخرى وكان ذلك في إطار
المقاطعة العربية المنسقة لمصر في قمة بغداد 1978م
بعد عقد السادات معاهدة السلام مع إسرائيل في
كامب ديفيد حيث انقطعت العلاقات رسمياً بين مصر والخليج،
ثم المرحلة الرابعة منذ (1987-2011) شهدت عودة الاستقرار إلى
العلاقات المصرية الخليجية ، وربما مثلت أشد مراحل هذه الصلة متانة ([22])
ب - الأهمية الاستراتيجية لدول الخليج العربي
تعد منطقة الخليج العربي من أهم أقاليم العالم ، بسبب
أهميتها الجغرافية التي جعلت منها محط أنظار وتنافس القوى
الاستعمارية التقليدية عليها ،
إلى جانب
مواردها الطبيعية الكثيرة وفى مقدمتها النفط الذي يعد شريان الحياة في العالم الغربي الرأسمالي والسبب الرئيسي وراء الوجود العسكرى الأمريكي في هذه المنطقة.([23])
يقع الخليج
العربي عند ملتقى الطرق التجارية البرية والبحرية والتي
تصل القارات القديمة الثلاث ( آسيا وأفريقيا وأوروبا ) ويمتاز الخليج بمياه دافئة
وشطآن محمية تصلح أن تكون خير ملجأ للسفن
التجارية والحربية ، ويمثل الخليج العربي كما يقول بيربي " قلب الشرق جغرافيا
وبابه السحري وصندوقه الذهبي الرائع الذي يسيل له اللعاب.([24])
إن مصر ودول الخليج العربي يملكون من
المقومات ما يؤهلهم لتكوين دولة عظمى ، وتعتبر مصر ودول الخليج معا هي الأقدر على استغلال الموارد
الطبيعية والإنسانية والمساهمة
في تعزيز التنمية الاقتصادية ، حيث يملكان معا
:
الموقع الاستراتيجي المتميز والقدرات
العسكرية رفيعة المستوى ، والموروث الحضاري والتجارب الثقافية السابقة، والزعامات
الرائدة التي تفرزها هذه الدول في كافة المجالات،
والمعاصرة والانتماء الفعلي للحضارة العصرية ، والسلوك
الحضاري العام وحجم الموارد الطبيعية والثروات القومية الكبيرة، ومستوى إنتاج واستخدام التكنولوجيا والانتماء
إلى المنظمات الإقليمية ([25])
هذا وتملك مصر حجما كبيرا من الاستثمارات الخليجية على
أرضها ، حيث يبلغ قيمة الاستثمارات الخليجية في مصر حتى عام 2004م
1391.4مليون جنيه مصري ، كما أن دول الخليج العربي تعتبر من أكثر الدول العربية المستقبلة للصادرات المصرية. ([26])
وهناك عوامل أساسية أخرى تساهم في ضرورة اصلاح هذه العلاقات وهى وجود 3 مليون مغترب مصري في دول الخليج العربي
وكذلك مرور نفط
الخليج عبر قناة السويس المصرية ووجود خط الأنابيب الرابع بين هذه الدول وكذلك
الاستثمارات الخليجية في مصر.([27])
[10] . Rugh, W.
A. (2007). Do national political systems still influence Arab media.
Arab Media and Society, 2.
[14]. Dilliplane, S. (2011). All the news you want to hear: The impact
of partisan news exposure on political participation. Public Opinion
Quarterly, 75(2), 287-316..
1. دينا شيرين محمد شفيق ابراهيم . علاقة مصر بدول مجلس
التعاون الخليجى "دراسة حالة المملكة العربية السعودية" ، موقع المركز
الديموقراطي العربي http://democraticac.de/?p=25161
[27] . Abdel Monem Said Aly . Post-Revolution Egyptian
Foreign Policy , Grown center of middle east studies , Brandies university ,
2014 , pp 3, 5.
تعليقات