ماجستير إعلامية عن العلاقات المصرية الخليجية (9)



ع ) وظائف الاتجاه :-
           إن الاتجاهات تلعب دورا مهما في تقوية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات ، حيث تؤدي الاتجاهات عدداً من الوظائف على المستويين الشخصي والاجتماعي بحيث تمكن الفرد من معالجة الأوضاع الحياتية المختلفة على نحو مثير وفعال ويرى البعض أن الاتجاه يساعد على سعادة ورفاهية الفرد وذلك من خلال قيامه بالوظائف التالية :
وقد حدد كاتز أربعة وظائف للاتجاهات :
أ – الوظائف النفعية أو التكيفية : تعرضنا الاتجاهات لأشياء ولوسائل توصلنا إلى تحقيق قيمنا وأهدافنا ، وأهم ما تحققه لنا هو ما نلقاه من استحسان الجماعة التي تنتمي إليها فهي تساعدنا على التكيف الاجتماعي
 ب- الوظيفة المعرفية : وتسمى أحياناً الوظائف الاقتصادية ، بمعنى أنها تلخص لنا معارفنا وتعطينا دليلاً مبسطاً وعملياً للسلوك المناسب نحو أشياء معينة .
ج – وظيفة الدفاع عن الذات :إن الوسائل التي يحمي بها الشخص ذاته من دوافعه التي لا يرضاها ومن القوى التي تهدد هذه الذات من الخارج ، تسمى وسائل الدفاع عن الذات ، وهي طرق يتحصن بها الشخص من قلقه الناشئ عن التهديدات الداخلية والخارجية .

ب- الوظيفة المعرفية : وتسمى أحياناً الوظائف الاقتصادية ، بمعنى أنها تلخص لنا معارفنا وتعطينا دليلاً مبسطاً وعملياً للسلوك المناسب نحو أشياء معينة .
ج – وظيفة الدفاع عن الذات :إن الوسائل التي يحمي بها الشخص ذاته من دوافعه التي لا يرضاها ومن القوى التي تهدد هذه الذات من الخارج ، تسمى وسائل الدفاع عن الذات ، وهي طرق يتحصن بها الشخص من قلقه الناشئ عن التهديدات الداخلية والخارجية . مكرر
 د – وظيفة التعبير عن الذات :هي تمكن الشخص من تعبيره الإيجابي عن قيمه المركزية ، وعن نوع شخصيته كما يراها ، ومن شأن التعبير عن الاتجاهات التي تعكس المعتقدات المقدسة للشخص والتي تعكس فكرته عن نفسه .([1])
ف ) العوامل المؤثرة في تشكيل الاتجاهات والرأي العام:-
-                  المناخ السياسي :
 في الدول الديكتاتورية  تستبد السلطة بالرأي وتحرم مواطنيها حق مناقشة القضايا المصيرية والمشاركة في الحكم وتعامل الجمهور بالقسوة والإرهاب لذلك توجد سلبية من قبل الرأي العام ويسود الخوف العام أو السخط العام وتنعدم الثقة بين الحكومة  والشعب والحكومة  ، في المقابل فإن سماح النظام السياسي بتعدد الأحزاب السياسية وتعدد النقابات والتنظيمات الشعبية وإعطائها جميعاً حرية التعبير عن الرأي دون تمييز بين فئات المجتمع وطوائفه يجعل الرأي العام أكثر فعالية وإيجابية من خلال مشاركتهم في السياسة العامة ، حيث تشجع هذه الظروف مناقشة القضايا المختلفة بين الجماهير بدرجات واسعة من الحرية  . ([2])
-  عوامل التنشئة الاجتماعية :
الأسرة : تعد الأسرة من أهم العوامل المؤثرة في تكوين الاتجاهات وتشكيلها وتعزيزها لدى أبنائها ، فالأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع التي تتلقى الطفل وتسهم في بناء مجموعة من الاتجاهات ونموها ، وذلك عن طريق التنشئة الاجتماعية بأسلوبها الثواب والعقاب ، حيث يعد الوالدان مصدراً مهماً يتشرب من خلالهما الطفل اتجاهات حياتية قيمية من خلال الأسئلة التي يطرحها على أبويه ، مما يجعل الاتجاهات في مرحلة الطفولة ذات تأثير بالغ في حياة الأفراد ، وذات استمرارية في حياتهم ومعتقداتهم واتجاهاتهم وسلوكهم ، وهناك صعوبة في تغييرها.
 المدرسة: يلتحق الطفل بالمدرسة ليكمل نموه وتحصيله الدراسي والمعرفي والسلوكي اللذين يسهمان في تكوين اتجاهات جديدة ، من خلال التفاعل الاجتماعي مع أقرانه ومعلميه وإدارة مدرسته وذلك من خلال المعارف التي ينهل منها فتزيد في تحصيله الفكري والعلمي والمعرفي شيئاً فشيئاً ، وقد تعرض جابر عبد الحميد جابر إلى جماعة الأقران في المدرسة ودورها في تكوين الاتجاهات قائلاً : لجماعة الأقران في المدرسة الثانوية قوة مؤثرة في تشكيل اتجاهات الطلبة ، لأن الطالب في هذه المرحلة قد يتأثر بسلوك أصدقائه أكثر مما يتأثر بقيم والديه ومعلميه .
      حيث إن مهمة المدرسة الأساسية هي دعم الاتجاهات الإيجابية ومعالجة ما تعلمه الطالب من اتجاهات غير صحيحة سواء في جو الأسرة أو من زملائه أو من مجتمع المدرسة وأيضاً ما يكتسبه من المجتمع الخارجي .
المجتمع : لكل مجتمع ثقافته الخاصة به وعاداته وقيمه وفلسفته التي تؤدي دوراً  واضحاً في تكوين اتجاهات أفراده ، وذلك عبر مؤسساته المختلفة المتعددة المهام والأغراض والوسائل ، كالمدرسة والنادي ودور العبادة والجمعيات الاجتماعية والتنظيمات المتنوعة ..الخ من المؤسسات التي يكتسب من خلالها الأفراد اتجاهاتهم المختلفة عبر عملية التنشئة الاجتماعية ، فضلاً عن وسائل الإعلام التي لها دور لا يستهان به في تكوين الاتجاهات من خلال ما تنشره وتبثه من معلومات وحقائق في موضوعات الحياة المختلفة .
 وتعمل الفئات الرئيسية الأسرة والمدرسة والمجتمع مجتمعةً متفاعلة في التكون التدريجي للاتجاهات لدى الناشئ ([3])
-  وسائل الاتصال الجماهيرية:

      تؤدي وسائل الإعلام دوراً بالغ الأهمية في تكوين وتشكيل الرأي العام وفي تعبئة الجماعات وحشدها حول أفكار واتجاهات معينة مهما كانت هذه الجماهير متباعدة جغرافياً أو غير متجانسة ديموغرافياً ، وقد أدت التطورات التكنولوجية الهائلة في وسائل الاتصال الجماهيرية إلى زيادة قدرة هذه الوسائل على التأثير في الجماهير وتوجيهها نحو آراء وأفكار معينة ، ويؤكد الباحثون أن وسائل الاتصال تستغل الإدراك المحدود للأفراد وتعمل على إيجاد وتكوين الصورة الذهنية التي تخدم أغراض القائمين بالاتصال وتعمل على نشر الاتجاهات والآراء التي يرغب فيها الإعلاميون محلياً ووطنياً ودولياً . ([4])

-  الارتباط وإشباع الحاجة:
يفسر لنا مبدأ الارتباط وإشباع الحاجة كيف نتعلم ونكتب كثيراً من الاتجاهات ،   فالطفل يتعلم أن يخاف ويتجنب الذين يرتبط وجودهم بخبرات غير سارة ، في حيت يتقرب من هؤلاء الذين يرتبط وجودهم بخبرات غير سارة أو مؤلمة، ومن ثم تتحدد نوعية اتجاهاته تجاه الآخرين بحسب ارتباطهم بالخبرات السارة أو غير السارة، ويمكن ملاحظة ذلك بداية من الطفولة الباكرة حيث ينمي مشاعر ونزعات طيبة للسلوك تجاه والديه عندما يشبعان حاجاته ، ومن ثم فإن ارتباطهما بالخبرات السارة التي يتم فيها إشباع الحاجة ينمي لديه اتجاهات إيجابية نحوها ، والعكس صحيح إلى حد كبير .
إن الفرد ينمي بشكل عام اتجاهات إيجابية نحو من يعتقد في قدرتهم على إشباع حاجاته أو تلبية رغباته ، ولعل ذلك يذكرنا بالوظيفة الذرائعية أو النفعية للاتجاهات التي تتحدد بما يترتب عليها من عائد أو مردود. ([5])
-  الخبرات الانفعالية الصادمة:
     وهي الخبرات التي تهز وجدان الفرد وتشحنه بشحنة انفعالية قوية توجه سلوكه على نحو معين. فالفرد الذي تعود الاستحمام في مياه ملوثة ثم أصيب بالبلهارسيا وعانى ويلاتها ومضاعفاتها، يمكن أن يكتسب اتجاهًا مضادًّا نحو الاستحمام في مثل هذه المياه الملوثة.
-  تكرار استجابات معينة:
فإذا ما تكررت استجابات الفرد إزاء شيء معين فإن هذا التكرار يعمق من استجاباته و يخلق تكاملا بينها على نحو يكون لديه اتجاه معين إزاء ذلك الشيء ، ومن هنا تؤكد البحوث عند الحديث عن تكوين الاتجاهات على وجود عمليتين تلعبان دورًا حاسمًا في ذلك في إطار التعلم الاجتماعي وهما:
·        الثواب والعقاب:
ويعني تعزيز الآباء لأطفالهم عندما يعبرون عن اتجاهات مماثلة لاتجاهاتهم والعكس. والأفراد عامة يتعلمون وفقًا لهذا المبدأ. فالأفعال التي تؤدي إلى نواتج إيجابية تثبت، بينما يتجنب الأفراد الأفعال التي تؤدي إلى نواتج سلبية. والأفراد الذين يلعبون دورًا مهمًّا في هذا التعلم هم الآباء والأقارب والمعلمون (بالنسبة للأطفال)، ورفاق العمل وأعضاء الجماعات ذات المكانة المرتفعة في المجتمع والتي يود الفرد الانتماء إليها (بالنسبة للراشدين).
·        النمذجة:
وهنا تنشأ اتجاهات معينة لدى الأفراد عن طريق ملاحظة كلمات أو سلوك الآخرين، حتى في عدم وجود المكافآت المباشرة، (ويظهر ذلك في المواقف التي لا يحاول فيها الآباء تعليم أبنائهم اتجاهات معينة، ولكنهم يظهرون بالفعل سلوكهم أمامهم). ([6])
-  تأثيرات الجماعة المرجعية:
    من خلال عرض لبعض الدراسات ، خلص كرتشفيلد وبلاشي أن الجماعات العضوية التي يشارك فيها الفرد والجماعات غير العضوية التي يطمح في الانتماء إليها تعتبر ذات أهمية في تشكيل اتجاهاته.
-  الشخصية :
   يفترض أيضاً أن شخصية الفرد تلعب دورا لا يقل أهمية عما سبق من عوامل في تكوين ونمو اتجاهات الفرد ، ولعل أهم هذه التصورات حول هذه الفرضية ما قدمته لنا نظرية الشخصية التسلطية ، والفرض المركزي في هذه النظرية هو أن الشخص يتبنى الأيدولوجيا الأكثر تناغماً مع بنية شخصية ، فلو أن الشخص يعتنق أيدولوجيا ما ضد الديموقراطية مثل معاداة السامية ، أو التمركز العنصري / العرقي ، فذلك لأن خصائص شخصيته تهيئه لمثل هذه التوجهات التعصبية ، إذن تفترض هذه النظرية أن هناك علاقة وثيقة بين اتجاهات الفرد وديناميات شخصيته . ([7])
-  نوع وطبيعة القضية :
 حيث يتباين اهتمام الرأي العام من قضية لأخرى بحسب نوع وطبيعة القضية المثارة ومدى ارتباطها بمصالح الرأي العام فحينما تكون القضايا محل اهتمام الإعلام والرأي العام ، لا تتساوي في أهميتها ، كما أن القضايا ذات الصلة بالآراء والمعتقدات والاتجاهات وبخاصة تلك التي ترتبط بالدين والانتماء القومي فتتسم بدرجة كبيرة من الثبات والقدرة على مقاومة التغيير .
كما توصلت بعض الدراسات إلى وجود ارتباط إيجابي بين مستويات معرفة الأفراد بالقضية المثارة في أوساط الرأي العام ورغبتهم في التعبير العلني عن الرأي ، فكلما زادت معرفة الفرد بالقضية المثارة زادت رغبته في التعبير العلني عن رأيه . ([8])
ق ) طرق قياس الاتجاهات :-
تقدمت مقاييس الاتجاهات خلال الخمسين عاماً الأخيرة ، وعلى الرغم من اختلاف الآراء السائدة بفصل مقاييس العوامل لقياس الاتجاهات ، حيث نجد أن هناك مساندة من باحثي الاتجاه في الوقت الحاضر ، في حين كان في الماضي يقاس العامل المؤثر فقط.
-  قياس عامل المعرفة :
نذكر أن عامل المعرفة يتعلق بكيف يدرك الفرد المثير ببيئته لقياس هذا العامل ، فالواجب الرئيسي هو تحديد النوع الذي يستخدمه الفرد للتعبير عن اتجاه غرض معين أو بعض المعلومات من تجاربه ، فعلى سبيل المثال : ما هي الأنواع التي نستخدمها لنفكر في الرياضة ؟ الرياضة الفردية عكس الجماعية ، الرياضة التي فيها احتكاك ضد الرياضة التي ليس فيها احتكاك وهكذا ، فطرق التقييم لعامل المعرفة تحتوي على الترتيب الشخصي لاعتقاده وكمية معلوماته تجاه بعض أغراض الاتجاهات .
وهناك طرق إحصائية معينة كالتحليل العاملي يمكن أن تستخدمها لمطابقة مجموعة المثيرات والأفراد التي تتحدد من اتجاه الغرض .([9])
-  قياس عامل التأثير:
وهو قياس موضوع لتقييم درجة الإيجابية والسلبية لدمج التأثير في غرض الاتجاه . القياس الفسيولوجي عادة ما يكون تشريحي للجهاز العصبي ، وهو المنهاج المباشر لقياس تأثير العامل، والمقاييس اللفظية للتدرج كثيرة الاستعمال والاستخدام لقياس درجة التأثير الإيجابية والسلبية .
 واستخدام العبارات اللفظية هو الشائع في قياس عامل التأثير ، أي شيء يمكن أن يقال نحو غرض الاتجاه . مقاييس الاتجاهات صممت لقياس تأثير نحو اتجاه معين ، لهذا كل مقياس يستخدم عبارات مختلفة تتعرض لكل اتجاه يراد قياسه لأنه يوجد مئات الألوف من الاتجاه المهتم به .
-  مقياس عامل السلوك:
هناك قياسان يستخدمان لقياس عامل السلوك :
1.      الملاحظة المباشرة للسلوك .
استخدام مقياس لفظي : يجب أن نذكر أن عامل السلوك يتعلق بقصد السلوك للفرد نحو غرض الاتجاه ، فأول تناول استدلالي عمل من الملاحظات ومطابقة لسلوك الفرد في استجابته لمواقف شائعة .
2.      هذا المنهاج ضعيف ، لأن السلوك يتحدد فقط جزئياً بواسطة الاتجاهات . وجزء بواسطة المستويات والعادات وتدعيم التوقعات . حيث إنه لقياس عامل السلوك لأي اتجاه عن طريق ملاحظة السلوك وتأثير هذه العناصر كان لابد من التحكم فيها طبيعياً وهذا ليس من السهل. ([10])
الطرق الأساسية لقياس الاتجاهات عند الأفراد:
الاتجاهات إنما هي دوافع قوية وحوافز بل هي بالأحرى قوى محركة وموجهة لسلوك الفرد، وعندما أُدْرِكَ أهميتها القصوى لدى العلماء نشأت اتجاهات لقياسها ، وأصبح هناك مقاييس لها وذلك بهدف فهم سلوك الأفراد والتنبؤ بهذا السلوك ومن ثم ضبطه وتوجيهه .
أولاً : طريقة بوجاردس للمسافة الاجتماعية
يطبق مقياس بوجارديس عادة على دراسة العلاقات العرقية والطبقات الاجتماعية ، والقيم الاجتماعية عموماً ، ويحاول المقياس قياس درجة المجيبين من الدفء أو الحميمية أو اللامبالاة أو العداء لعلاقات اجتماعية معينة من خلال جعلهم يشيرون إلى اتفاق أو خلاف مع سلسلة من التصريحات حول مجموعات دينية معينة ، على سبيل المثال هل يمكن قبول هذه المجموعات كزوار للبلد ، ومواطنين وجيران وأقرباء أو تقبلهم كأزواج ؟  وبصفة خاصة فإن المقاييس تجعل الافتراض بأن السمات المقاسة يمكن أن تفهم على أنها سلسلة متصلة من البعد الاجتماعي. ([11])
ويعتبر هذا المقياس هو أول مقياس وضع لقياس الاتجاهات وكانت الدراسة التي طبق فيها هذا المقياس تستهدف التعرف على مدى تقبل الأمريكيين أو نفورهم من أبناء الشعوب الأخرى ، وقد وضع بوجاردس عبارات سبع أو استجابات سبع تمثل متصل متدرج أول عبارة فيه تمثل أقصى درجات القبول وآخر عبارة تمثل أقصى درجات الرفض وكانت العبارات كالتالي :
  1. أقبل أن أتزوج من فرد منهم .
  2. أقبل انضمام فرد منهم إلى النادي الذي أنتمي إليه ليكون صديقي من بعد ذلك.
  3. أقبله جاراً لي في المسكن .
  4. أقبله واحداً من أبناء مهنتي وفي وطني .
  5. أقبله واحداً من المواطنين في بلدي .
  6. أقبله زائراً لوطني .
  7. أقبل استبعاده من وطني.
وكان المطلب في هذه الدراسة أن يحدد المبحوثون اتجاهاتهم نحو أبناء الشعوب الأخرى،  وفي هذا المقياس يمكن للمبحوث أن يستجيب لأكثر من عبارة من عبارات القياس بالقبول أو الرفض وذلك لأنها ليست متنافية أو متعارضة. ([12])
ثالثاً : طريقة ليكرت
بدأ مقياس تقييم ليكرت منذ حوالي 50 عاما ووضع معايير سهلة الاستخدام ، والأسئلة في مقياس ليكرت ليست كثيرة جداً وإنما تعطي موثوقية أعلى من غيرها من أنواع القياس الأخرى . ([13])
    كان ليكرت طبيبا نفسياً ووضع طريقته الخاصة في قياس الاتجاهات في أطروحة دكتوراه نشرت عام 1932 ، في الوقت الذي كان العديد من علماء النفس يعتقدون أن عملهم يقتصر على دراسة السلوك الملحوظ ، ورفضوا فكرة أن الظواهر التي يمكن ملاحظتها يمكن أن تقاس مثل ثرستون ، واختلف ليكرت عنهم فذهب إلى أن المواقف تختلف من السلبية إلى الإيجابية ، وكان مفتاح النجاح الأساسي لليكرت هو نقل هذا البعد الأساسي للمشاركين في الاستقصاء بحيث يمكنهم بعد ذلك اختيار الاستجابة ، وهو الخيار الذي يعكس على أفضل وجه موقفهم من هذا البعد . ([14])
يستخدم مقياس ليكرت الأصلي مجموعة أسئلة من خمسة بدائل للاستجابة : يوافق بشدة (1) يوافق (2) غير محدد ( 3 ) يرفض (4 ) يرفض بشدة (5) .
ويجمع ليكرت بين إجابات هذه الأسئلة لتحديد قياس اتجاه الفرد نحو الموافقة أو الرفض على القضية ويستخدم الكثير من المهنيين بدائل وأسئلة ليكرت في قياس وتحديد الاتجاهات . ([15]), وقد أكد ليكرت من خلال دراسته التي قدمها في آلية قياس الاتجاهات ، أنه من أجل مقارنة النتائج الخاصة بالاختيار من متعدد وتحديد قوة الاتجاه من الضروري استنباط بعض التقنيات التي تكون قابلة بالفعل للمقارنة ، وأن توزيع البدائل الخمس على الموضوع  يجب أن تسفر عن توزيع يشبه التوزيع العادي . ([16])
رابعاً : مقياس أوزجود للتمايز السيمانيطيقي أو لتحليل المعاني والمفاهيم
وضع أوزجود أداته لدراية المعاني والمفاهيم أو ما يسمى السيمانيطقي ثم تبين له ومن استخدام الباحثين في مضمار علم النفس أن هذه الأداة وسيلة لدراسة الاتجاهات النفسية نحو الأشخاص والأشياء .
وهذه الأداة هي أداة لفظية ، وقد رأى أوزجود ومعاونيه أن لكل لفظ نوعين من المعاني والمفاهيم عند الفرد : فهناك المعنى المادي الإرشادي للفظ ، كذلك هناك المعنى الوجداني أو الانفعالي للفظ ، فالمعنى المادي الإرشادي للفظ الإسكندرية أنها تلك المدينة التي بناها الإسكندر الأكبر على شاطئ البحر المتوسط ، والمعنى الوجداني أو الانفعالي للفظ الإسكندرية أنها مدينة جميلة وأنها عروس البحر الأبيض المتوسط . فالمعنى المادي واحد لكل الناس أما المعنى الوجداني فيختلف من شخص لآخر، فهناك من يرى أن الإسكندرية مدينة جميلة والآخر يرى أنها قبيحة  ، وهذا المعنى يعول عليه أوزجود أهمية بالغة ، ذلك أنه وسيلة فعالة لتحليل شخصية الأفراد ومن ثم التعرف على اتجاهاتهم نحو الموضوعات التي يزخر بها عالمهم .
ومقياس أوزجود يقوم على أساس تقديم تصورات ألفاظ أو موضوعات قد تشير إلى أشخاص أو حيوانات أو جمادات أو نباتات أو حتى أنظمة اجتماعية ، لكي يقوم الفرد بتحديد منزلتها بين طرفين متقابلين من الصفات المتباينة على متصل واحد ، وعلى هذا فالمقياس يتضمن عنصرين رئيسيين : التصورات أو الموضوعات التي يراد تقديرها ومقاييس التقدير ، وهذه الأخيرة تتألف من سبع مسافات .
مثال على مقياس أوزجود :
نعرض عليك صفات موضوعات نريد أن نعرف معناها عندك وعليك أن تقدر موضعها بين نقطتين متقابلتين متعارضتين ذلك بوضع علامة (x  ) بين الصفتين ، بحيث تكون محددة فوق مسافة واحدة لا فوق مسافتين أو فوق الفواصل بين المسافات بحيث يستدل من موضع العلامة مقدار تحقيق الصفة أو مقابلتها ، فالأجنبي هل هو طيب أم رديء . إن العلامة هي التي تحدد  .
طيب - : - : - :- : - : x : - رديء
فالعلامة هنا تعني أن الأجنبي رديء إلى حد كبير والعلامة التالية تدل على أن الأجنبي طيب إلى حد كبير
طيب - : x : - : - : - : - : - رديء
ولقد أقام أوزجود وغيره دراسات عديدة بالاعتماد على هذا المقياس . ([17])
خامساً : طريقة المسافات متساوية البعد لثرستون وشيف :
يستخدم مقياس ثرستون على نطاق واسع لتقديم الأولويات بين العناصر ومقارنتها ، وتسعى طريقة ثرستون إلى تمديد مستويات المقياس إلى مجاميع المتغيرات المشتركة المستقلة وبطريقة ما ، فإنه يشبه امتداد الانحدار المتعدد للقيمة المتوسطة للمتغير التابع إلى متوسطه الشرطي الذي يعبر عنه المجموع الخطي للمتغيرات المستقلة ، ويقترح احتمالية قصوى للهدف الذي تشيده احتمالات إحصاءات الطلب المطبقة على بيانات المقارنة المصنفة . ([18])
تقدم ثرستون لحل مشكلة عدم تساوي المسافات في طريقة بوجاردس باستخدام طريقة المقارنة الزوجية ، وتبين لثرستون أنه لا توجد فروق ذات دلالة بين نتائج طريقة المقارنة الزوجية وطريقة بوجاردس ، لذلك قام بعمل عدد من التحسينات على طريقة المقارنة الزوجية وقدم مع شيف عام 1928 مقياساً جديداً يقوم على طريقة المسافات المتساوية البعد . ويقوم هذا المقياس على إجراء يهدف إلى الحصول على متصل ذي وحدات منتظمة بناءً على أحكام محكمين خارجيين يقومون بترتيب الجمل أو العبارات الدالة على الاتجاه نحو الموضوع المطلوب دراسته ، في وحدات متتالية من حيث مدى تعبيرها عن شدة هذا الاتجاه ( إيجاباً وسلباً ) ، وذلك في ضوء مدى يتراوح بين 1 ، 11، حيث تقسم الجمل في مظاريف حسب الحروف الأبجدية التالية:
A B C D E F G H I J K
وتشير الجمل التي يتم وضعها من قبل المحكمين في المظاريف الخمسة الأولى ( المكتوب عليها الحروف من A إلى E  ) إلى الاتجاه الإيجابي ، في حين تشير الحروف الخمسة الأخيرة من ( G إلى K  ) إلى الاتجاه السلبي ، أما الحرف F فيعبر عن الحياد . ([19])


 1. صفاء رمضان يوسف الشيخ ، مكونات الإتجاه الديني وبعض الشروط النفسية والديموجرافية الدافعة   والمانعة عن ارتداء الحجاب ، رسالة دكتوراة غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة طنطا ، 2012 ،
 ص 26 ، 27  .  
2. هبه الله محمود عبد السميع ، معالجة الصحف المصرية للعلاقات المصرية الأمريكية ودورها في تشكيل  اتجاهات الرأي العام المصري نحوها ، رسالة دكتوراة غير منشورة ، كلية الآداب جامعة المنوفية  . 2011 ، ص 82  .
1- حسين صديق ، مرجع سابق ، ص 309:3111 .
1- هبة الله محمود عبد السميع ، مرجع سابق ، ص 83 .

2- هاني الجزار ، علم النفس الاجتماعي والثقافي  . دار صرح للنشر والتوزيع  ( القاهرة) 2011 ، ص 13 ،  14 .

1  . محمد بن عليثة الأحمدي ، دور علم النفس في تعديل الاتجاهات نحو البيئة . كلية العلوم الاجتماعية ، جامعة الكويت ، المؤتمر الدولي الثالث لكلية العلوم الاجتماعية ، 2006 ، ص 7.
 2. هاني الجزار . مرجع سابق ، ص 15 ، 16 .
1. هبة الله محمود عبد السميع ، مرجع سابق ، ص 84  .
2. خير الدين علي أحمد عويس ، علم النفس الاجتماعي والنشاط الرياضي ، مكتبة  الأنجلو المصرية ( القاهرة ) ، 1984 ، ص 160  . 
1  . خير الدين علي أحمد عويس ، مرجع سبق ، ص161 ،  162.
2. مقياس المسافة الإجتماعية لبوجارديس، الموقع الرسمي لجامعة أوكسفورد، آخر زيارة في 28 ديسمبر 2018، النص متاح على هذا الرابط: https://goo.gl/43j5jY.

1 . عباس محمود عوض ، علم النفس الاجتماعي  ، دار المعرفة الجامعية ( القاهرة) ، 1988 ، ص 32 : 34
[13] Chomeya, R. (2010). Quality of psychology test between Likert scale 5 and 6 points. Journal of Social Sciences, 6(3), 399-403.ISO 690.
[14]. ROB JOHNES. (2010 ) Likert items and scales. University of Strathclyde . https://www.ukdataservice.ac.uk/media/262829/discover_likertfactsheet.pdf

[15]. Harry N. Boone , Deborah A. Boone (2012) . Analyzing Likert Data.journal of extention. Volume 50 Number 2 Article Number 2TOT2.
[16] . Rensis Likert . (1932) . A Techniqin for the meastrement of attitudes . New York University . no 140 . pp 21 .
1. عباس محمود عوض ، مرجع سابق ، ص 38 : 40 
[18] . Stan Lipovetsky. Thurstone scaling in order statistics. Mathematical and Computer Modelling 45)917–926.
 3. عبد اللطيف محمد خليفة ، مرجع سابق ، ص 95 ،  96.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )