ماجستير إعلامية عن العلاقات المصرية الخليجية (12)
ثانياً
: العلاقات المصرية الإماراتية
تتسم العلاقات الإماراتية - المصرية بأنها نموذجاً
يُحتذي في العلاقات العربية ـ العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها علي
أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل
والمصالح
المشتركة أو من حيث استقرارها ونموها المستمر أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة
والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسئولين فيها. ([1])
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة في الجهة الشرقية من
شبة الجزيرة العربية وهو الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا وتطل سواحلها على
الجزء الجنوبي من الخليج العربي
وتتكون الإمارات
العربية المتحدة من سبعة إمارات هي أبو ظبي – دبي – الشارقة – أم القوين – رأس
الخيمة – عجمان – الفجيرة ،
وقد استقلت الإمارات عن الانتداب البريطاني يوم الثاني
من ديسمبر لعام 1971 . ([2])
وشهد عام 1971 التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة
هي دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل
نهيان.
والتي دعمت مصر
إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، وتُعد مصر
من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه
ودعمته دوليًا وإقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب. ([3])
واتبعت
الإمارات في علاقتها مع الدائرة العربية سياسة خارجية نشطة ومعتدلة ومتوازنة
وابتعدت عن الخلافات العربية ، وانضمت لجامعة الدول العربية
بعد أربعة أيام
من استقلالها في السادس من ديسمبر لعام 1971 .
أ - دور الإمارات العربية المتحدة في حرب أكتوبر
1973
وضعت الإمارات كافة إمكانياتها كجزء من الطاقة العربية
وعبر عن ذلك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بقوله " إن مسؤولية استعادة
الأراضي السليبة هي مسؤولية الأمة العربية
التي تملك من
الطاقة والإمكانيات ما تستطيع أن تحقق به النصر والسلام "
وكانت الإمارات سباقة في تطبيق قرار قطع إمدادات النفط
ووقف تصديره إلى الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية متحملة في
ذلك عداء كل الدول الكبرى بما فيها أمريكا .
كما قامت الإمارات بالتبرع بالمال لدعم الجيوش العربية
المقاتلة بالإضافة إلى الدعم المعنوي باتصال الشيخ زايد بالرئيس السادات والرئيس
السوري حافظ الأسد
وعمل حملة إعلامية في الإذاعة والتلفزيون والصحافة
العربية والأجنبية لدعم الموقف العربي في المعركة ، وقد كان الشيخ زايد أول حاكم
عربي يعلن تبرعه للمعركة بمائة مليون جنيه إسترليني
وتم تسليم مصر
في الحال 60 مليونا من المبلغ وتم تسليم سوريا 40 مليونا ، وعقب انتصار مصر في
الحرب وإتمام اتفاقية كامب ديفيد التي نتج عنها قطيعة العرب لمصر
، اتخذ الشيخ
زايد زمام المبادرة لإصلاح الشرخ بين مصر وبقية الدول العربية وقال أن قوة مصر من
قوة العرب وقوة العرب قوة لمصر ،
وعندما قرر العرب عودة الصف لمصر عام 1988 في قمة عمان ، بادر الشيخ زايد إلى زيارة
مصر قبل أي رئيس عربي ، وأطلقت الإمارات مبادرة عودة مصر
ب - موقف مصر تجاه تفجير النزاع على الجزر بين إيران والإمارات
في خريف 1991
صرح وزير الخارجية المصري أن العالم العربي في ضوء أحداث
جزيرة أبو موسى أصبح يواجه تهديدات من داخله ومن حوله فالموقف الإيراني سيؤدي
لمزيد من التوتر
في منطقة الخليج
العربي ، المتوترة أصلاً بعد حربين متتاليتين وأن مصر ستقف ضد التوسع الإيراني في
منطقة الخليج ، كما حذر إيران
من أن منطقة الخليج ليست منطقة نفوذ لها . ([5])
وعلى الصعيد السياسي وتبادل الزيارات بين مسئولي البلدين وصل إلى القاهرة في سبتمبر 1991 الشيخ زايد آل نهيان للتشاور
مع الرئيس الأسبق مبارك
حول قضايا السلام والعلاقات الثنائية التي تربط البلدين .([6])
وفى سبتمبر 1992 زار الشيخ زايد القاهرة من أجل بحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط واعتداء إيران على جزيرة أبو موسي وتدارس إعلان دمشق ،
كما زار الرئيس مبارك الإمارات
في أكتوبر من نفس العام لبحث أمن الخليج والشرق الأوسط والعلاقات الثنائية .([7])
وخلال عهد الرئيس مبارك ارتبط البلدان بعلاقات تجارية
واستثمارية متبادلة تزداد نمواً عاما بعد عام، إذ تربط بينهما 18 اتفاقية تنظيم العلاقات
الاقتصادية والتجارية بينهما
، كما يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 1.4 مليار دولار. ([8])
وقد أوضحت التقارير الصادرة عن البنك المركزي المصري أن
السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت احتلت
النصيب الأكبر
من إجمالي حجم
الصادرات والواردات المصرية إلى الدول العربية خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر في السنوات 2001 وحتى 2003 ،
وقد احتلت
الإمارات المركز الثاني في حجم الواردات العربية في نفس الفترة ، كما بلغ عدد
الشركات الإماراتية المستثمرة في مصر من عام 1970 وحتى 2003 إلى 92 شركة .([9])
استمرت العلاقات الجيدة في
عقد الألفينيات بين قيادات البلدين وفى عام 2008 تم التوقيع على بين مصر والإمارات
العربية المتحدة على مذكرتي
تفاهم بشأن
الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لحاملي
جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة .([10])
كما بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر 10 مليارات
دولار عام 2010 في قطاعات الزراعة و الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات
والخدمات المصرفية،
بحيث أصبحت
الإمارات المستثمر الأول في مصر.
و يبلغ إجمالي المنح والقروض التي قدمتها حكومة أبو ظبي
لمصر ما يعادل 250 مليون دولار حتى شهر يونيو /حزيران عام ألفين و سبعة ،
و قدّم صندوق
أبو ظبي للتنمية منحاً وقروضاً إلي مصر تبلغ قيمتها 325 مليون دولار ساهمت في
تمويل عدد من المشروعات التنموية بمصر.([11])
ج - العلاقات المصرية الإماراتية منذ 25 يناير
2011 وحتى الآن
استمر تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين حتى قيام ثورة
25 يناير، حيث كانت علاقات التوتر بين مصر ودول الخليج عموماً هي الأكثر ظهوراً
وخاصة السعودية والإمارات
والكويت.([12])
ولم تكن هناك زيارات من الجانب الإماراتي إلى مصر في
عهد الإخوان، وفى سبتمبر 2013 قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي
ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية
بزيارة لمصر؛ التقى خلال الزيارة بالرئيس السابق عدلي منصور ورئيس الحكومة حازم
الببلاوي
وكبار
المسئولين في القاهرة، في زيارة لدعم مصر . ([13])
كانت
الإمارات العربية المتحدة هي أكثر
الدول عداءً مع نظام الإخوان المسلمين حيث أعلنت في الأول من يناير لعام 2013 القبض على ما يسمى بخلية الإخوان المسلمين
المكونة من 11 عنصرا وما تبعه من الكشف عن امتدادات
لها في كل من الكويت والسعودية ليمثل بداية توجه خليجي مختلف من حكم
الإخوان المسلمين
وعلى
نحو ينقل الأمور من مستوى الفتور إلى مستوى الصدام ويسلط الضوء على مجموعة من
الإشكاليات الخاصة بمستقبل صنع السياسة الخارجية بين مصر
ودولة الإمارات بصفة خاصة بعد ثورة 25 يناير . ([14])
وفى
عام 2013 -2014 كان التحالف بين مصر ودول الخليج خاصة السعودية والإمارات يعتبر تحالفا متكافئا أو متساويا ، حيث لا تهيمن دولة فيه على اتخاذ القرار
،
حيث استند التحالف المصري السعودي الإماراتي إلى الحفاظ على المصالح الوطنية لكل من أطرافه الثلاثة أو مواجهة التهديدات التي توجه لهذه المصالح
سواء كانت قادمة من الإقليم أو العالم .([15])
وبالنسبة للاستثمارات الإماراتية في مصر بعد ثورة 25
يناير فقد بلغ عدد الشركات الإماراتية المستثمرة في مصر 460 شركة في عام 2011. ([16])
وتم عقد عدد من الاتفاقيات
المختلفة بين البلدين على مستوى التبادل العلمي والثقافي واستمرار
الاستثمارات الإماراتية
في مصر ،
وفيما يخص حجم المعونات والاستثمارات التي قدمها الجانب الإماراتى لمصر منذ ثورة 30 يونيو فقد كان كالتالي:
بادرت بتقديم مساعدات مالية وعينية بقيمة ثلاثة مليارات
دولار في إطار حزمة مساعدات خليجية لمصر بلغت اثني
عشر مليار دولار،
ثم واصلت دعمها
للاقتصاد المصري بعد توقيع اتفاقية مساعدات خلال شهر أكتوبر 2013 بقيمة أربعة
مليارات وتسعمائة مليون دولارا
شملت منحة بقيمة مليار دولار وتوفير كميات من الوقود
لمصر بقيمة مليار دولار أخرى إضافة إلى المشاركة في تنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية في مصر
وإنشاء أكثر من
خمسين ألف وحدة سكنية في ثماني عشر محافظة وبناء مائة مدرسة إضافة إلى استكمال
مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحي والبنية التحتية . ([17])
وبالنسبة
للجالية المصرية في الإمارات ، فيبلغ عدد أعضاء الجالية المصرية في الإمارات 250
ألفا مصريًا تقريبًا، وفقًا لإحصاءات
عام 2012. ([18])
وقد
ظلت العلاقات المصرية الإماراتية تسير نحو مزيد من التفاهم و الود والتعاون
المشترك بين البلدين حتى وقتنا هذا،
فمع تطور الأحداث في مصر ظل التعاون والحوار مع
دولة الإمارات مستمراً، فقد زار الرئيس عدلي منصور الإمارات في 31 من أكتوبر عام
2013،
لبحث
سُبل التعاون مع دولة الإمارات في ظل الوضع الحالي لمصر، وكانت أول زيارة للمشير
عبد الفتاح السيسي للإمارات في 12 مارس 2014،
حيث
التقى حينها بعدد كبير من قادة دولة الإمارات العسكريين، ثم توالت
الزيارات الرسمية في وفود من وزراء البلدين في عام 2014/2015 ،
وكانت الزيارة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي كرئيسٍ لدولة مصر إلى الإمارات في 18 يناير
2015 ،وتكررت الزيارة في 27 أكتوبر 2015 ،
وفي 3 مايو 2017، و25 سبتمبر 2017 وزار الشيخ محمد بن راشد مصر في 13 مارس 2015،
وكانت أقرب الزيارات الرسمية لوزير الخارجية
الإماراتي في مصر واستقبله الرئيس السيسي في 18 مارس 2018.
ولا
زالت دولة الإمارات العربية المتحدة من أكثر الدول استثماراً في مصر ، حيث شهد الاستثمار الإماراتي في مصر تحسنًا كبيراً في عام 2016/2017 ،
وبلغت قيمة الاستثمارات 6.2 مليار دولار في 2017
بزيادة 0.2 بالمائة عن 2016. ([19])
2.سفارة
الإمارات العربية المتحدة في القاهرة العلاقات الثنائية المصرية – الإماراتية ،
متاح على هذا الرابط: https://goo.gl/XYp7dS.
3- طارق منير . العلاقات المصرية الإماراتية ..40
عاما من الصداقة على المحك، متاح على هذا الرابط:
http://www.bbc.com/arabic/middleeast
2- عبد الله باعبود ، مركز الجزيرة
للدراسات ، قراءة في مواقف دول مجلس التعاون الخليجي
من الأزمة في مصر .
3. الهيئة العامة للاستعلامات ، العلاقات
المصرية الاماراتية ، متاح على هذا الرابط: http://www.sis.gov.eg
2. مصر ودول الخلج علاقات راسخة ومصير مشترك ، موقع أخبار مصر ، منشور في 17 فبراير 2017 ، النص متوفر هنا : https://goo.gl/L1pQvV
1.العلاقات المصرية
الإماراتية موقع الهيئة العامة للإستعلامات، آخر زيارة 28 ديسمبر 2018 ، متاح على
هذا الرابط: https://goo.gl/reJcBi.
تعليقات