ماجستير إعلامية عن العلاقات المصرية الخليجية (17)


رابعاً : الأزمة العراقية :-
* وجهة نظر مصر من تعامل دول الخليج مع الأزمة الكردية في العراق
 كان موقف مصر في الأزمة الكردية محايداً ، بمعنى لم تكن داعمة  للموقف العراقي ، ولم تكن معادية للحقوق الكردية ، فمصر كانت حريصة على تسيير مصالحها في كل الحالات ، إلا أنها استراتيجياً ترفض تقسيم أية دولة عربية ، لأن تقسيم العراق قد ينجم عنه تقسيم سوريا  أو إقامة دولة كردية في سوريا .([1])
ورأي الخبير الاستراتيجي حسن أبو طالب أنه كان هناك وحدة موقف في المسألة الكردية ، حيث ترفض كافة الدول العربية تقسيم العراق ، فقبل هذا الاستفتاء زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الرياض واتفق مع قيادتها على تعزيز العلاقات وتطوير التبادل التجاري بينهم وبين الرياض وتم عمل مجلس أعلى استراتيجي لدعم التشاور بين البلدين فلم يكن للسعودية أن تؤيد الانفصال بعد هذا التعاون ، وكان هناك موقف عربي موحد يرفض تقسيم العراق بشكل عام  ([2] 
خامساً : الأزمة الليبية :-
مصر تعتبر الأزمة الليبية تهديدًا للأمن القومي المصري  ، فمصر لها مصلحة كبيرة في إنهاء التمرد الإرهابي داخل ليبيا  ، وكانت هناك العديد من الدول العربية التي تَدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا  ، وهناك دول عربية تدعم الإخوان وجماعات داعش خاصة قطر ، أما الإمارات فهناك تناسق إماراتي مصري كبير في الأزمة.
الليبية  ، وخلاف قطري مع المشروع المصري في ليبيا   ، فعمق الأزمة القطرية المصرية من ضمنها الأزمة الليبية ،أما السعودية فقد كانت متضامنة مع مصر في أزمة ليبيا إلا أن دورها بدأ في الانحسار مع تركيزه الكبير مع الأزمة اليمنية وسوريا  ، وبدا الدور السعودي متراجعاً أما المصري والإماراتي والقطري فلا زال قائماً في الملف الليبي .([3])
 وأما عن رأي الخبير الاستراتيجي دكتور حسن أبو طالب فقد أكد أن هناك تعاونًا غير معلن بين مصر وبعض دول الخليج على رأسها الإمارات لمحاربة الإرهاب في ليبيا ، ومصر ترى أنه كلما كان هناك جيش وطني ليبي قوي لمحاربة الجماعات الإرهابية فسوف يدعم ذلك الدولة في السيطرة على الكثير من المناطق بها والقضاء على الإرهاب وأن هذا الأمر يُقلل من الخطر على مصر  ، كما تحاول مصر التنسيق مع كافة دول الجوار لليبيا من أجل تحجيم الخطر وتحقيق المصالحة الداخلية  وتحقيق التوافق الليبي وتحقيق تماسك الدولة والجيش وعدم السماح بتقسيمها ، والإمارات تتخذ موقفا جيدا مع مصر في هذه الأزمة ، أما السعودية والبحرين فموقفهما تنسيق بسيط .([4])
ويرى الدكتور عبد الله الأشعل أن استمرار تعاون مصر مع حفتر ودعمها لموقفه في ليبيا إنما ينحصر في محاربة مصر للإخوان المسلمين ولتنظيم الدولة الإسلامية، حيث إن هذا هو المنطلق الأساسي بالنسبة لمصر في الأزمات التي تمر بها المنطقة لما تراه مصر من خطر قد تتسبب فيه جماعة الإخوان المسلمين أو تنظيم الدولة الإسلامية للمنطقة ككل. ([5]) 
سادساً : الأزمة القطرية :-
مصر ترى أن السياسة القطرية تهدد أمنها القومي بسبب دعمها المباشر للإخوان الذين تحاربهم مصر في الداخل  ، وبالتالي تم اعتبار قطر خطرا على الأمن القومي المصري سواء من ناحية أزمة ليبيا أو الأزمة مع الإخوان والإرهاب ودعم قطر لهم وتمويلهم وإحتوائهم في أراضيها ودعمهم إعلامياً من خلال محطتها الإعلامية قناة الجزيرة ، وقد تحالفت مصر مع السعودية والإمارات والبحرين في مقاطعة قطر ، وهناك تنسيق مباشر بين دول الرباعي العربي في مواجهة قطر ، فهذه القضية من أكثر القضايا التي تعاونت فيها مصر ودول الخليج  .
 ويتوقع الدكتور إدريس أنه في حالة تراجعت دول الخليج لأي سبب من الأسباب وتقاربت مع قطر  ، سوف يؤدي ذلك إلى حدوث تباعد بين مصر دول الخليج .([6])
وأما عن رأي الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن أبو طالب أكد أن التنسيق الذي حدث بين مصر وكلا من السعودية والبحرين والإمارات في قطع العلاقات مع قطر تطلب بعض الوقت لإتمامه  ، فبعدما تولى الملك سلمان الحكم بدأ التغير الجذري في موقف المملكة تجاه قطر وظهرت الرغبة السعودية في التواصل مع قطر لأنه رأي أن قطر يمكن أن تكون متعاونة من خلال التقارب وأن قطر سوف تراعي وزن السعودية لديها ، إلا أن قطر لم تُراعِ هذا التقارب وبدأت دعم المليشيات السعودية في اليمن وبدأت هذه المليشيات ترى تستخدم بعض المعلومات التي تجلبها لها قطر ضد المملكة وهو ما دفع المملكة إلى معاداة السياسات القطرية من جديد ، وبالفعل مع تصاعد الأحداث على جميع الأصعدة حدث التعاون بين مصر وهذه الدول الثلاثة ، وقامت الدولة الكويتية بدور وساطة واضح في هذه الأزمة من أجل حلها خوفاً منها على إنهيار مجلس التعاون الخليجي لأن هذا الأمر قد يتسبب في مشكلات كبيرة لها ، ولكن الدول الأربع اتفقوا على بعض الشروط التي لم تلتزم بها قطر ولم توافق عليها واستعانت ببعض القوى الخارجية مثل تركيا وإيران وهو ما دعا الدول الأربع للمحافظة والثبات على مواقفها الجماعية. 
ويتوقع الدكتور حسن أبو طالب أن الأزمة مع قطر سوف تستمر لفترة ما حتى يتم تغيير السياسات القطرية بشكل كامل وهو ما بدأ يحدث في قطر ولكن تركيا قامت بدعم النظام ضد التحرك الداخلي وحماية النظام القطري. ([7]).
بعد تطور الأحداث ولجوء قطر إلى المحاكم الدولية لإسقاط المطالب الثلاثة عشر التي فرضتها عليها الدول الأربع المُقاطعة لها، أجرتْ الباحثة مقابلة مع الأستاذ الدكتور عبد الله الأشعل ([8]) ، والذي يُعد من أبرز الأقلام والممثلين الدبلوماسيين الذين تحدثوا في قضية العلاقات المصرية الخليجية، والذي أكد بدوره أن العلاقات المصرية القطرية في وضعها الحالي، بُنيت على أساس محاربة مصر لجماعة الإخوان المسلمين، وأن انضمام مصر لدول الخليج في مقاطعة قطر كان نتيجة الحملات الدعائية المستمرة إعلامياً من الإعلام القطري وقناة الجزيرة القطرية ضد مصر ونظامها الحالي، فضلاً عن عدم موافقة قطر تسليم ما تحتويه من أفراد جماعة الإخوان المسلمين الذين لجأوا إليها بعد أحداث 30 يونيو في مصر ودعمتهم بكل قوتها، ويرى الدكتور عبد الله الأشعل أن لجوء قطر إلى المحاكم الدولية من أجل اتخاذ إجراءات مؤقتة لوقف إجراءات المُقاطعة التي إتخذتها الدول الأربع الذين أتهمتهم قطر بانتهاك اتفاقية منع التمييز، لن يكون مُجدياً بالنسبة لقطر لأن قطر لا تمتلك من الأوراق الرسمية ما يُفيدها في الحصول على مثل هذه الإجراءات من المحكمة الدولية ، ويرى الدكتور الأشعل أن أزمة قطر لن تتافقم إلى أكثر مما هو مجرد صراعات سياسية وسوف يكون حلها في النهاية بالتفاوض حلاً سياسياً يصل بالقضية إلى حل يُرضي جميع الأطراف.
سابعاً : أزمة القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها:-
 مصر كانت ضد القرار الأمريكي بقوة في نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس ، فمصر مع استمرار الوضعية الحالية لمدينة القدس ، وأن القدس يجب أن تظل في إطار المفاوضات حتى يتم حل القضية ، وأن قرار الرئيس ترامب ضرب بكل الموازين الدولية عرض الحائط  ، ودعمت مصر الحق الفلسطيني في تكوين دولتهم على حدود 1967 ، وقادت مصر الدول العربية في مجلس الأمن بصفتها عضوا غير دائم العضوية ، وقدمت المشروع العربي لرفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، ونالت صياغة المشروع توافق بين الدول الأعضاء حتى وافقت 14 دولة من أصل 15 دولة على مشروع مصر في جلسة الإثنين 18 ديسمبر 2017 ، إلا أن أمريكا استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن اعتراضاً على هذا المشروع .([9])
ويرى  الخبير الاستراتيجي دكتور حسن أبو طالب أن المستوى الثاني لتحرك مصر في هذه القضية هو ما تم في الأمم المتحدة ، حيث نسقت مصر مع المندوبين العرب ، مع مندوب اليمن ومع مندوب المنظمة الإسلامية وهي تركيا وقاموا بأخذ النص المصري نفسه وتم عرض المشروع من جديد أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، وأقرته الجمعية بواقع 128 صوتا فيما رفضت المشروع 9 دول وامتنعت 35 دولة أخرى عن التصويت في جلسة الخميس 21 ديسمبر 2017 ؛ وبالتالي كانت مصر داعمة للمشروع من قِبل مختلف الدول حتى تتمكن من توسيع دائرة المؤيدين لمشروعها ، حيث كان هناك تأييد عربي عام للموقف المصري .([10])
ويرى الدكتور عبد الله الأشعل أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الغربية لعبة أمريكية خطيرة لأنها تعلم أن العربَ متمسكون بالقدس الشرقية كعاصمة لفلسطين، وبالتالي قررت النقل إلى القدس الغربية لترد على العرب بأنها لم تمس القدس الشرقية التي اختاروها، وسيظل موقف مصر والدول العربية والخليجية بشأن أزمة القدس مُعلناً للرفض للقرار الأمريكي فلن تؤيده أية دولة عربية في أي وقت من الأوقات . ([11                                                 



 2. المرجع نفسه .
 3. مقابلة الدكتور حسن أبو طالب ، مرجع سابق .
 1. مقابلة الدكتور محمد السعيد إدريس ، مرجع سابق .
 2. مقابلة الدكتور حسن أبو طالب ، مرجع سابق .
 3. مقابلة الدكتور عبد الله الأشعل ، مرجع سابق.
 1. مقابلة الدكتور محمد السعيد إدريس ، مرجع سابق .  
1. مقابلة الدكتور حسن أبو طالب ، مرجع سابق.
2.  مقابلة الباحثة مع الدكتور، عبد الله الأشعل ، مرجع سابق.
1 .مقابلة الدكتور محمد السعيد إدريس ، مرجع سابق .
2. مقابلة الدكتور حسن أبو طالب ، مرجع سابق .
3. مقابلة الدكتور عبد الله الأشعل، مرجع سابق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )