أقسام التوحيد وتعريفاته (2)
ومنهم من
قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام (تفصيلا) وهي :
1- توحيد الربوبية
2- توحيد الألوهية
3- توحيد الأسماء والصفات
وعلموا
ذلك بالتتبع والاستقراء والنظر في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فوجدوا
أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأقسام الثلاثة
وقد جاء
هذا التقسيم (في عبارات المتقدمين من أئمة الحديث والأثر، فجاء عند أبي جعفر الطبري
في تفسيره وفي غيره من كتبه، وفي كلام ابن عبد البر، وغيرهم من أهل العلم من أهل الحديث
والأثر، وهذا التقسيم قديم يعرفه من طالع كتب أهل العلم التي ذكرنا)
تعريف الأقسام الثلاثة
1- توحيد الربوبية :
وهو توحيد
الله بأفعاله سبحانه، أو (إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك، والتدبير)، فلا
خالق إلا الله، كما قال تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ
شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر: 62]، ولا مالك إلا
الله، كما قال الله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ
الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الملك: 1] ولا مدبر إلا
الله، كما قال تعالى: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ
إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ
مِّمَّا تَعُدُّونَ [السجدة: 5]، ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا
وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
[هود: 6]، ولا محيي ولا مميت إلا الله، كما قال تعالى: هُوَ
يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [يونس: 56]
وهذا النوع
قد أقر به الكفار على زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم في الإسلام، وقال الله
تعالى فيهم: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [لقمان:
25]
وقال تعالى
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ
الْعَظِيم سَيَقُولُونَ لِلَّهِ * [المؤمنون: 86،
87]
وإقرار
المشرك بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لا ينجيه من عذاب الله، ولا يصير الرجل بمجرده
مسلمًا فضلاً عن أن يكون وليًا لله أو من سادات الأولياء إن لم يقترن به إقراره بأن
لا إله إلا الله فلا يستحق العبادة إلا هو وأن محمدًا رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
وللحديث بقية إن شاء الله .
تعليقات