نبذةٌ عن صحابيٍّ قدوةٌ (15)

صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار عليه بحفر الخندق رضي الله عنه
عاش هذا الصحابي باحثا عن حقيقة الإيمان وعبادة الله الحق بين عدة أديان مختلفة ، فقد كان أبوه دهقان قرية في أصبهان تدين بالمجوسية وعبادة النار وكان أغناهم وأعلاهم منزلة ، أحب ولده حتى أوكل إليه إضرام نار العبادة ، وعندما كلفه مرة برعاية ضيعتهم مر بكنيسة للنصارى وسمع صلاتهم فدخل وتأملها وأعجبته واعتنقها لعدم اقتناعه بعبادة النار ،ولما عاد ساله والده عن الضيعة فأخبره بصنيعه في الكنيسة ، فذعر والده وحبسه وقيده ، فاحتال حتى فك قيده وهرب إلى الكنيسة   ولزم الأسقف فوجده
رجل سوء يجمع الصدقان لنفسه حتى جمع سبع قلال من الذهب ، فلما مات وجاءت النصارى لدفنه أخبرهم ودلهم على كنزه ، فصلبوه ورجموه بدلا من أن يدفنوه ، وظل يبحث عن الإيمان بين قسس النصارى في الموصل ونصيبين وعمورية وعند موت مطرانها دله بقوله : (قد أظل زمان يخرج فيه بأرض العرب نبي يبعث بدين إبراهيم ثم يهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين 
يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل )،ثم وافاه الأجل فمات.
وبقي الباحث عن الإيمان فيها حتى مر بها تجار العرب وكان له بقرات وغنيمات فطلب منهم أن يحملوه إلى أرض العرب على 
أن يعطيهم بقراته وغنيماته  ، فأخذوها منه وغدروا به وباعوه عبدا لرجل يهودي في وادي القرى ثم باعه لرجل من بني قريظة 
بالمدينة حتى سمع أن النبي وصل قباء مهاجرا من مكة إلى المدينة ، وفي المساء أخذ تمرا من نخلة لسيده وتسلل حتى وصل إلى مكان محمد صلى الله عليه وسلم ، وقدم له التمر على أنه صدقة وهم غرباء ، فقدمه النبي لأصحابه ولم يأكل منه ، ثم عاد وجمع بعض التمر وقدمه للنبي في قباء على أنه هدية فأكل منه وأمر أصحابه أن يأكلوا معه ، وجاءه المرة الثالثة وهو بالبقيع يواري أحد أصحابه يقول هذا الصحابي : فلما رآني أنظر إلى ظهره عرف غرضي ألقى رداءه عن ظهره فنظرت فرأيت الخاتم فعرفته فانكببت عليه أقبله وأبكي وأعلنت إسلامي بعد أن أخبرته خبري )
فقال لي : ( كاتب يا ...) أي خلص نفسك من العبودية ، وجمع له الصحابة 40 أربعين أوقية من ذهب . فقال :(خذها فإن الله سيؤدي بها عنك ) فأخذتها ووزنت لليهودي منها والذي نفسي بيده فعتقتُ . وظل هذا الصحابي مجاهدا في سبيل الله مع المسلمين حتى شهد الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار عليه بحفر الخندق حول المدينة ، واستمع النبي إلى مشورته ونفذها ، لقد عرف الحق رضي الله عنه
من هذا الصحابي الجليل ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )