مراجعة وتدقيق لغوي الجزء 10 لرواية ( فيف لاكلاس )
هذه المراجعة والتدقيق اللغوي للجزء العاشر لم تسفر معي إلا عن خطأ واحد غير متعمد بالطبع لوثاقتك من اللغة العربية الأصيلةللأستاذة منيرة الفهري
_ يا سي الطاهر، تثبّتْ من الطريق أولا، فالليل شديدُ الظلمة و عادة ما تكمن فيه المفاجآت، لا تنزل؛ هكذا"
كان رأي الشيخاوي، و قد تعافَى.
أسرج سي الطاهر حصانه و تهيأ للنزول من الجبل. لكن نصيحة الشيخاوي جعلته يتريث و يسبر محيطه وينظر هنا و هناك.
تراجع قليلا و هو يشير بأُصبِعهِ ( مفرد أَصابع همزة فوقية مضمومة )نحو الجنوب، جاء الرجال و هالهم ما رأوا: فيلق من العسكر يتجهون نحو الجبل.
كانت الظلمة حالكة لكن الفلاقة استطاعوا أن يميزوا الجندرمة بأضوائهم ووقْع خطاهم. و في لمحة بصر تراجع سي الطاهر و همس للرجال: استعملوا البطاريات و الكلاب.
اتجه الجميع نحو المغارة التي يخزنون فيها المعدات و كان هناك أيضا العديد من الكلاب و قد رُبطت بحبل.
أخذ الرجال يعلقون البطاريات بعد أن يشعلوها في رقبة الكلاب، و يطلقون سراحها، فتجري الكلاب في كل اتجاه من الجبل، و هكذا يضل الجندرمة الفرنسيس.
و فعلا ابتعدت الأصوات و بدأ العسكر يتابعون الضوء المنبعث من البطاريات التي كانت تتنقل في كل اتجاه من الجبل و يطلقون الرصاص.
و تبدأ مسيرة البحث و الجري، فالكلاب تنطلق و العسكر يجرون وراءها ــ و ( تحذف ) ويطلقون نار أسلحتهم يحسبون الضوء مع أحد الفلاقة.
انبلج الصباح و عاد الهدوء إلى الجبل و الفلاقة سالمون وأياديهم على زناد بنادقهم متأهبين لكل طارئ.
لم يتسنّ لِسي الطاهر العودة إلى القرية هذه المرة أيضا، فقد كان ينوي العودة ليلا لكن في كل مرة تبدأ المطاردة من جديد بين الرجال في الجبل و العسكر الفرنسيس،
و كان الفلاقة في كل مرة ينفذون حيلة يُبعدون بها العسكر و ينالون منهم.
و هكذا تُستنزَف ذخيرةُ العدو في إطلاق ناري عشوائي.
تذكر سي الطاهر غالية و مسؤوليته كممرض وحيد في القرية و صمّم أن يعود إلى بيته، وليكلّفه ذلك ما يكلّفه.
كانت نسمات الفجر تلفح وجهه و هو على صهوة جواده متحدرا، حذرا، بطيئا حتى يتبين طريقه و يستكشف الخطر إن وُجد.
سمع أصواتا تقترب، من هم يا ترى؟ ( فصل الاشتباك بين الكلمتين منهم!!
أهم الجندرمة قد عادوا؟ توقف و انتحى ناحية صخرة كبيرة حتى يرى من القادم. اقتربت الأصوات، كانت أشبه بغناء نسوة.
تنفس الصعداء فقد تعرف على النساء الأربع اللاتي يقتربن و كل تمسك بقادوم لاقتلاع الحطب من الجبل و هن يغنين براحة بال و سعادة و كأن لا علم لهن بما يحدث في القرية.
سلم عليهن سي الطاهر و أخذ منهن أكياسا ثقيلة وضعها على الحصان و عاد أدراجه إلى الجبل، بينما تعالت أصوات النسوة بالغناء و هن يجمعن الحطب.)
تعليقات