بلاغة الأسلوب بين الذِّكْرِ والحَذْفِ ( حلقة 2)
استكمالا لدرس البلاغة في البيان في الأسلوب بين الذكر والحذف البلاغي ننتقل في هذا المنشور إلى : مُرَجِّحَات الذِّكرِ حين لا يكون من الحذف مانع وأهم تلك المرجحاتِ ؛ أولا : زيادة التقرير والإيضاحِ / ومن أمثلة ذلك رسالةُ الحسن البصريِّ لعمر بن عبد العزيز في وصف الإمام العادل قوله : الإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعِي الشَّفيقِ على إِبِلِهِ ، الرفيق الذي يرتاد لها أَطْيَبَ المَرْعَى ، ويذُودُها عن مواقِعِ الهَلَكَة . والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأبِ الحَانِي على ولدِهِ ، يسعى لهم صِغَارًا ، وَ يُعَلِّمَهُم كِبَارًا ، يكْتَسِبُ لهم في حياته ، ويَدَّخِرُ لهم بعد مماتِهِ . والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالقلبِ بين الجوانحِ تَصْلُحُ بصَلاحِهِ ، وتَفْسَدُ َبِفسادهِ .
فتراه كَرَّرَ ذِكْرَ المبتدأ لزيادةِ التقرير والإيضاح ؛ ومن هذا قول الله تعالى : أؤلئك على هُدًى من ربهم ، وأؤلئك هم المفلحون .فقد أعيد ذكرُ أؤلئك لتأكيدِ ثُبُوتِ الفلاحِ لهم ، وقَصْرِهِ عليهم .
ثانيا : بَسْطُ الكلامِ حينَ يَِحْسُنُ الإطنابِ ؛ وذلك إذا كان إصغاءُ السامعِ مطلوبا للمتكلم ؛ كما في قوله تعالى : وما تلكَ بيمينِكَ يا موسى قال : هي عصايَ )ولو قال : عصاي لكفى في الإجابة ، ولكنه أراد أن يُطِيلَ الحديثَ في مناجاتهِ لرَبِّهِ ؛ ليزدادَ بذلك شرفًا وفَضْلا .ومرجع الكاتب والأديب في هذا الباب كلِّهِ إلى الذَّوقِ الأدبي السليم فهو الذي يُوحِي إليك بما في القول من بلاغة وحسن بيان في أسلوبه .
تدريب على آية قرآنية يسير :
عين المحذوف ، ونوع الحذف في الآية التالية : ذالكم أزكى لكم وأطهر ، والله يعلم وأنت لا تعلمون .
وفي هذا الحديث النبوي الشريف :
علامةُ المؤمنِ ثلاث : إذا حَدَّثَِ صدق ، وإذا وعدَ وَفَّى ، وإذا اؤتُمِنَ لم يَخُنْ
وفقكم الله تعالى وأفادنا وإياكم من فضل علمه الواسع
تعليقات