بحث عن الرياح والريح أنواعها ومواقعها (3)

يقول الله تعالى في كتابه العزيز :و الله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور / سورة فاطر الآية 9 فهذه رياح مفيدةٌ إفادة كبيرة للعباد بمشيئة الله لأنها تدفع السحاب برفق لتتجمع فيه المياه لينزلها سبحانه وتعالى على من يشاء من عباده في الموقع الذي يشاء في الوقت الذي يريد ، حين يقول للشيء كن وفيكون بإذنه . ويقول رسول الله ضلى الله عليه وسلم : عن مثل هذه الرياح : إذا هَبَّتْ بَحَرِيَّة ثم تذاءبتْ ) أي عندما تقابلت وتواجهت وتناوحت ، ، ولقد سميت النائحة نائحةً لأنها تقابل صاحبتها بالنُّوَاح . ويقال في رياح الزمهرير : عَزَّتْ الشَمال الرياحَ أي غلبتها وكانت أقْوَى منها ومنه قوله تعالى : وَعَزَّنِي في الخِطاب من سورة ص 23 الآية ومن أمثلة العرب قولهم : مَنْ عَزَّ بَزَّ ، أي منْ غَلَب اسْتَلَبْ أو سَلَب ، قالت الخنساء : كأن النَّاسَ لم يَكُونوا حمى يُتَّقَى ** إذ الناس إذْ ذاك مَنْ عَزَّ بَزّ أما ما نراه يحدث من ظواهر تحدث بعنف وشدة على الأرض من الرياح الشديدة والريح ، وكالزلازل والبراكين وسيول الأمطار المدمرة والمغرقة ؛ فترى مثله مما تفعله الريح بقسوتها في البحار من إعصارات تهلك وتدمر كل ما يقابلها وهذا ما رأيناه في إعصار تسونامي الشهير ،وغيره مما يحدث للسفن العملاقة من غرق في المحيطات والبحار وجنوح في البحار والقنوات والممرات بسبب الريح فقد ورد في القرآن الكريم أمثلة كثيرة لتلك الأحداث من عهد نوح عليه السلام عندما كذبه قومه ، وما عاقبهم به الله سبحانه وتعالى و عاقب أقواما كفروا بربهم وكذبوا أنبياءهم فأرسل الله عليه ريحا صرصرا عاتية دمرتهم وأهلكتهم في الدنيا وينتظرهم عذاب يوم القيامة وهو أشد وأخزى لمن يكفر بآيات الله ويعاند ويعيث في الأرض فسادا . ولعلنا نتدبر ابتلاءات الله جل وعلا لخلقه عندما يبتعدون عن طريقه المستقيم الذي أرشدهم ‘ليه بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين ، وكيف تغرق السيول والأمواج المدن فيصيب بها الصالح والطالح لأن الصالح لم يقم بهداية الفاسد إلا بمشيئة الله ، والمفسد لم يرتدع ويرعوِ ويخشى الله بنصح أو يتخذ مشورة من الصالح ليعمل بها وتلك صورة لأمطار هذا العام التي أغرقت مدينة الإسكندرية بمصر أو أجزاء منها لولا رحمة الله بالناس ،وما تنتشر به الأوبئة والجوائح بسبب هبوب الرياح وإصابة الناس بمتحورات الفيروسات القاتلة المهلكة كالكورونا التي أحاطت بالعالم أجمع نجانا ونجاكم الله من كل مكروه وسوء ، وإن شاء الله قريبا بمعونة الله سيتم إظهار ونشر بقية البحث من الآيات القرآنية في الحلقة الأخيرة منه .