مراجعة وتدقيق لغوي للجزء 14 من رواية ( فيف لا كلاس )

جهزي لي حقيبتي و أعدي لي زادي من "البسيسة بالتمر" ارتعدت فرائص غالية عند سماع هذا من زوجها فهو لا يطلب زاده من البسيسة إلا إذا كان سيطول مقامه في الجبل سألته في لهفة: و المستوصف؟_جاءت الأوامر بتكثيف العمليات المسلحة و عليّ أن أكون هناك الليلة. لم تعلق غالية و لا حتى فاطمة التي كانت حاضرة معهم، و قد تعودت أن يتحدث سي الطاهر و غالية عن عمليات المقاومة أمامها، فهي كبرت و عليها أن تعرف كل شيء عن حال بلدها المُستعمر. هذه المرة تولّت غالية إعداد حقيبة زوجها بينما اتجهت فاطمة إلى المطبخ لتحضر البسيسة بالزيت و التمر— وجبة متكاملة يحملها معه سي الطاهر كلما اقتضى الأمر أن يغيب أياما في الجبل. كانت الشمس تقارب المغيب عندما جلس الحكيم بين أولاده و زوجته و فاطمة يتناولون العشاء، الذي أعدته فاطمة، و هو عبارة عن برغل بالخضار. كانت غالية تنظر إلى زوجها و قلبها ينفطر، فهو سيذهب إلى المجهول و لن تعرف عنه شيئا لأيامٍ. تفطن سي الطاهر للأمر فقال مداعبا أبناءه: سأذهب إلى المدينة و أحضر لكم حلوى و لعبا منها، و طبعا المدينة بعيدة لذلك سيستغرق الأمر أياما، أطيعوا أختكم فاطمة و لا تتعبوا أمّكم حتى تكون حصة كل واحد منكم من اللعب و الحلوى وفيرة. تنهدت غالية و وضعت الملعقة في فمها تتظاهر بالأكل. جنّ الليلُ و خلد الأبناء إلى النوم، أما غالية و فاطمة فقد تشاركتا في إسراج الحصان و كأنها المرة الأولى التي يغادر فيها سي الطاهر ليلتحق بالفلاقة في الجبل. لا تنسيا عمي عمر، انتبها إلى كل ما يلزمه. قال سي الطاهر هذا و غاب في الظلمة مع حصانه آه نعم تذكرت غالية عمي عمر الذي جهزت له بالأمس ركنا دافئا من السقيفة ، و وضعت له فيه كل ما يلزمه من فراش و أغطية، فالبيت يحتوي على غرفة واحدة تنام فيها هي و أبناؤها و فاطمة و زوجها ، و ليس لهم سوى السقيفة التي تبعد قليلا عن الإسطبل و قد سعد عمي عمر، الرجل العجوز، بما وجده من حفاوة و دفء. ذهبت غالية تتفقد عمي عمر و تسأله إن كان يحتاج شيئا، فابتسم العجوز قائلا: أكلت فشبعت و حمدت الله فماذا أريد أكثر؟ بارك الله فيكم يا ابنتي. أما فاطمة فقد خرجت تتفقد باب المستوصف إن كان مغلقا، و تذكرت ذلك اليوم الذي جاء فيه الطبيب لتشريح جثة حياة ابنة العاشرة ربيعا. كان الزقاق يعج بالجيران و كانت محبوبة تولول كالعادة لم يسكتها تنبيه سي الطاهر لها بأن تحترم الطبيب و تهدّئَ من روعها و كان شقيق حياة الصغير يدق باب المستوصف بيديه و رجليه و يصيح: أعطوني أختي لا تفعلوا لها شيئا، أرجوك يا سيدي الطبيب، لا تؤذِ أختي. بكى مَن حوله و هم يرون ابن السادسة ربيعا في حالته الهستيرية هذه يقول كلاما أكبر منه. خرج أخيرا سي الطاهر ليعلن لمحبوبة أن الطبيب تأكد أن الوفاة كانت نتيجة انسداد المسالك الهوائية بالماء و بالتالي انقطاع الأوكسجين من الجسم. لم تفهم محبوبة شيئا مما قاله الحكيم و واصلت البكاء تذكرت فاطمة هذا و هي تتفقد باب المستوصف و قد جرت دمعتان على خدها. و زاد بكاؤها عندما دخلت الغرفة و لم تجد سِيدها يداعب الأطفال كعادته، بل سكت الأطفال و سكتت غالية و قد وضعت رأسهاعلى وسادة فاطمة تستشفُّ منها قبَسًا من أمان. يتبع تعليق : لا يوجد غير الهفوات البسيطة التي نوهت عنها باللون الأحمر في التصويب ( مدّ ــ همزات ناقصة ، وضع فواصل بين الجمل قبل العطف عليها ) بارك الله فيك ، ونحن مستمتعون بأجزاء روايتك التاريخية عن كفاح تونس من أجل حريتها من المستعمر الفرنسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

تصريف الأفعال في اللغة الفارسية

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )