أنواع الإطناب في البلاغة العربية ( حلقة 1) ( اللغة العربية )
علم المعاني فرع مهم من فروع البلاغة العربية
ومن أنواعه المتعددة نختصر ما يلي :1- الإيضاح بعد الإبهام / وهو أن يذكر المعنى مجملا ثم مفصَّلا ومن ذلك قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ؟ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم )
.. وقول الشاعر النابغة الجعدي : المرءُ يرغبُ في الحياةِ وطولُ عيشٍ قد يَضُرُّه
.. تفنى بشاشته ويبقى بعد حُلْوِ العيشِ مُره ..وتسوءُهُ الأيامُ حتى ما يرَى شيئا يَسُرُّه
ومن أنواع الإطناب : ذكْرُ الخاصِّ بعد العام / للتنبيه على فضل ومزية الخاص ؛ نحو قوله تعالى : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى .
ومن أنواعه التكرير / لتقرير المعنى في النفس وتأكيده مثل قوله تعالى : كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون للإنذار هنا ليكون الكلام أبلغ تأثيرا وأشد تخويفا على المخاطبين ... ويكون من أنواع الإطناب في التكرير كما في الإنذار والوعيد كذلك يأتي للترغيب والنصح والتحبيب نحو قوله تعالى : وقال الذي آمن : ياقوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد ، يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع ....) /
ومن أنواع الإطناب / التذييل ومعناه : التعقيب بجملة على جملة قبلها مشتملةٍ على معناها لتأكيد منطوق الأولى أو مفهومها ومثال ذلك قول الله تعالى : وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. فجملة إن الباطل كان زهوقا مؤكدةٌ لمنطوق ما قبلها ، ومثل قول الحطيئة / تزور فتى يُطِي على الحمدِ مالَهُ ** ومن يعْطِ أثمان المحامد يُحْمَد ؛ أما عن كون التذييل يؤكد مفهوم الجملة الأولى فمثاله قول النابغة الذبياني في شعره :
ولستَ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لا تَلُمُّه ** على شَعَثٍ ؛ أيُّ الرجالِ المهذَّبُ؟!!
ومن هذا النوع مايجري مجري المَثَلِ في استقلاله بمعناه وجريانه على الألسنةِ كما في بيت النابغة ، ومنه ما لا يجري مجرى المثل لأن معناه لا يفهم إلا بما قبله نحو قول الله تعالى :ذلك جزيناهم بما كفروا ، وهل نجازي إلا الكفور ؟، وقد يجمتع النوعان ما يجري مجرى المثل وما لايجري معا في التذييل كقوله تعالى : وما جعلنا لبشر من قبلك الخُلد ، أفإِنْ مِتَّ فهم الخالدون ؟كل نفس ذائقة الموت ) فقوله سبحانه : أفإن مت فهم الخالدون ؟ تذييل لا يجري مجرى المثل ، وقوله : كل نفس ذائقة الموت .. يجري مجرى المثل .
تعليقات