محكمة التعقيب على التدقيق في رواية ( فيف لا كلاس )

كتبت الأستاذة ناريمان الشريف مشرف قسم أدب الفنون في متابعتها لتدقيق الجزء 14 من رواية الأستاذة منيرة الفهري قال : تحية من جديد استوقفني أيضاً التعليق اللغوي للأخ محمد فهمي بارك الله فيك عند كلمة ( الإسطبل ) أرى أن كلمة إسطبل فعلاً همزة قطع لا همزة وصل نظراً لأنها اسم مأخوذ من اللغة الانجليزية أو أن الانجليزية أخذته من العربية مثل كلمة سكر أصلها عربي سأعود لكلمة اسطبل ( إذا كان أصلها عربي فتكتب ( إصطبل ) ومعناه كما ورد في معاجم اللغة : هو حظيرة الخيول أما إذا كان أصلها غير عربي فهي ( stable ) وكتابتها تكون ( استبل أو استابل) وليس اصطبل لأن الانجليزية ليس فيها حرف الطاء أرجو أن أكون قد وفقت والله أعلم كل الاحترام أخي محمد تحية ... ناريمان ثم كتبت تعليقا على المحلل الفني لأحداث الرواية الأستاذ الهوميل أبو فهد المستشار الأدبي بالملتقى وقالت : لا بد لي من أن أمرّ ولست بعابرة على ما يضيفه الرائع " الهويمل " من تعقيب على كل جزء، وإني أراه مكملاً للجزء الذي تكتبين وهنا ..أراه ينسج قرائية لنصك كمن يحيك ثوباً أنيقاً ، بقلم ناقد بارع وأنا أشهد له بذلك، وأقترح عليك قبل نشرها مطبوعة على الورق أن يتولى الأخ " الهويمل" في كتابة التقديم لها، مجرد اقتراح أرجو أن ينال رضاك ويحظى بموافقته لأنه يضع مجهره فوق الكلام والأحداث ويرى بعين غير العين المجردة التي يرى بها القارئ فشكراً وشكراً ولكن لي ملاحظة لغوية .. إذ يبدو أنك تكتب بسرعة من غير مراجعة تحية واحترام ... ناريمان فرد عليها الأستاذ المحلل لأحداث الرواية فنيا جزاه الله خيرا على ما يضفيه عليها من روعة رؤيته الثاقبة والمفيدة للقاريء وهي إعلامية قديرة معتزة بنفسها ثقافيا وعلميا قال : أهلا بالعزيزة ناريمان الشريف شكرا لحسن استقبالك ما أكتبه من تعليقات على رواية العزيزة الفهري. كنت كريمة في ثنائك أما ملاحظتك "اللغوية" فدقيقة ومستحقة وسأهتم أكثر فيما سيأتي. لكنني لا أعد بسلامة كل ما قد أكتبه سلامة تامة. خالص الود والتقدير ثم أضاف الأستاذ الهوميل فهد لتعقيب الأستاذة ناريمان على مراجعتي وتدقيق اللغوي لكلمة ( الإسطبل ) بإفادة لغوية معجمية جميلة أعجبتني قال : إضافة قد تكون نافعة: يرى المعجم التأثيلي أن المفردة في لغات الغرب الحديثة تعود إلى القرن الثالث عشر وجاءتها إما من اللاتينية (stabulum) أو من الفرنسية (estable) أو الفرنسية الحديثة (étable). وتعني في أصلها ’’بناء أو محيط مغلق‘‘ لحفظ الخيول أو البقر أو الحيوانات المستأنسة. وتتكون المفردة من تركيب مفردتين: Sta وتعني ’’وقوف أو ثبات‘‘، ولاحقة (ble) للمكان ومعا يتصف مكان الوقوف هذا بالإحكام أو التأمين الآمن (stabilis). باختصار كانت تعني (مكان وقوف محدد وآمن). لكن لها أيضا دلالات أخرى منها ’’مجموعة خيول تنتمي لإصطبل محدد‘‘ أو مجموعة حيوانات ناطقة لا ينبغي ذكرها. ووردت المفردة في معاجم اللغة العربية بالصاد وبالسين: لسان العرب اصطبل الرُّباعي الإِصْطَبْلُ مَوْقِف الدابة وفي التهذيب مَوْقِف الفَرَس شاميّة قال سيبويه الإِسْفَنْطُ والإِصْطَبْلُ خُماسيَّان جعل الأَلف فيهما أَصيلة كما جعل يَسْتَعُور خماسيّاً جعلت الياء أَصلية الجوهري الإِصطبل للدواب وأَلفه أَصلية لأَن الزيادة لا تلحق بنات الأَربعة من أَوائلها إِلا الأَسماء الجارية على أَفعالها وهي من الخمسة أَبعد قال وقال أَبو عمرو الإِصطبل ليس من كلام العرب تاج العروس أصطبل الإِصْطَبلُ كجردحْلٍ أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ قال ابنُ بريّ : وهو أَعْجَمِي تَكًلّمَتْ به العَرَبُ وهو : مَوْقِفُ الدّوابِّ وهَمْزَتُه أَصْلِيّةٌ لأَنّ الزِّيادَةَ لا تَلْحَقُ بنات الأَرْبَعَةِ من أَوائِلِها إِلا الأَسْماءَ الجارِيَةَ على أَفْعالِها وهي من الخَمسةِ أَبْعَدُ وقِيلَ : هي لُغَةٌ شامِيَّةٌ وقال أَبو عَمْرٍو : الإِصْطَبلُ ليسَ من كَلامِ العَرَبِ وتَصْغِيرُه أصَيطِبٌ وجمعه أَصاطِبُ وقال أَبو نُخَيلَةَ : لَوْلا أَبُو فَضْل ولولا فَضْلُهُ لَسُدَّ بابٌ لا يُسَنَّى قُفْلُهُ ومِنْ صَلاحٍ راشِدٍ إِصْطَبلُه ومما يستدرك عليه : أَصْطَنْبُول بفتحِ الهَمْزَةِ والعامَّةُ تَكْسِرُها .اسمُ مَدِينَةِ قُسطَنْطِينِيَّةَ نقَلَه ياقوت والصّاغانِي . قُلْتُ : وهي دارُ سَلْطَنَةِ مُلوكِ آلِ عُثْمانَ خَلَّد الله مُلْكَهُم إِلى أَبَدِ الزَّمانِ وِإصْطَبلُ عَنْتَرَةَ : موضِعٌ بين عَقَبَة أَيْلَةَ ويَنْبُعَ على طَرِيقِ حاجِّ مِصْر . فأحببت أن أنهي التعقيبات المنشورة بتعقيب لصاحبة الرواية لتستمر في بقية أجزائها ليستمتع القاريء أولا بتواصل الأحداث حتى نصل لخاتمتها لنفسح المجال للتعليقات والتعقيبات على فصول الرواية وحبكتها وجودة خاتمتها إن شاء الله فقلت في مساهمة رقم 159 مي لي : :الأخت الأديبة منيرة الفهري الإشادة بروايتك القيمة ، ومتابعة المتصفحين الأفاضل من أسرة الملتقى التي لا يخفى عن أحدهم اسمك اللامع بقسم الترجمة واللغات المعروف بنشاطه وتنوع خبرات المتصلين به من المشرفين أو المتتبعين لأخبار الترجمة واللغات فيه حتى أصبح يمتليء بالخبرات الطيبة الذين يهمهم أن تكون ترجماتهم للغات الأخرى من اللغة العربية الصحيحة والسليمة والتي أصبحت بالنسبة للعربي شيئا يعتبره في السليقة والفطرة رغم عدم إتقانه وتبحره في دراستها الأكاديمية لفروعها ــ خاصة في ظل إهمال المناهج وتدريسها في المدارس والجامعات في هذا العصر ــ وأصعبها من وجهة نظري النحو والقواعد اللغوية والأدبية ـ وأعجبني كثيرا متابعة عملية التدقيق اللغوي المتواضعة والتي أستعرضها سريعا في تواضع عن خبرة دراسية مرَّ عليها ما يقرب من نصف قرن أو يزيد دون الرجوع للمراجع والمصادر إلا في البحوث المتخصصة والمتحاور حولها بين متخصصين لحسم قضية أو موضوع نحوي ولغوي أصيل في التراث العربي أو المنقول من لغات أخرى ، وقد أورده القرآن الكريم في بعض ألفاظه الإعجازية بكلام الحق الذي لا يعلو عليه قول سبحانه وتعالى . لذلك أشيد بمراجعة الإعلامية في تصويب ( همزة الإسطبل ) استوقفني أيضاً التعليق اللغوي للأخ محمد فهمي بارك الله فيك عند كلمة ( الإسطبل ) أرى أن كلمة إسطبل فعلاً همزة قطع لا همزة وصل نظراً لأنها اسم مأخوذ من اللغة الانجليزية.... كما أشيد برجوع الأديب الناقد القدير الأستاذ الهويمل أبو فهد إلى المعاجم العربية لبيان طريقة عرض الكلمة المستوردة بالصاد ؛ فالعبرة بنطق اللغة في أهلها المنقول عنهم اللفظة ، اللسانيات المنطوقة والتي يتشابه أو يختلف معهم نطق لغات أخرى بينما الكلمة تعبر عن شيء واحد في المعنى المستهدف منها ( فهي تنطق بالصاد كما أورد بالمعاجم ) وإن كنت لم أصحح هذه المادة كما كتبتها المؤلفة فربما يكون النطق عندهم في تونس بالسين أو بناء على رقة اللغة الفرنسية الموجهة إليهم بلغتهم يميل النطق إلى السين وعلى هذا لا يعيب الأديب العربي ( كتابتها على النطق المعتاد عليه في بلده ) ما دامت لم ترد في معناها إلا في المعاجم بالصاد . فشكرا للأستاذ الهويمل أبو فهد على مشاركته القيمة في التدقيق اللغوي مراجعة لتدقيقي المتواضع لهذه اللفظة بسبب الغفلة عن الرجوع للمعاجم ولي ملحوظة ترتبط بلفظ القرآن الكريم في كلمة متشابهة للفظة ( الإصطبل ) أو ( الإسطبل ) المتحاور حولها وهي مع شبيهتها في النطق : في فاتحة الكتاب يقول الله تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ............... كلمة الصراط ( بالصاد ) بمعنى الطريق ويشببها في النطق اللغوي العربي معنى : ( السِّراط ) بالسين .................. ومعناها في النطق العربي : الطريق كذلك !! من المعاجم قرأت : والسَّرَاطُ والصُرَاطُ والزَّرَاطُ: الطريق، وقال الأزهري: قول الله عز وجل: (اهدِنا الصَّراطَ المستَقيم) كتب بالصاد وأصله السين، ومعناه ثبتنا على المنهاج الواضح، قال جرير يمدح هشام بن عبد الملك: أميرُ المؤمنينَ على سِرَاطٍ إذا اعْوَجَّ المواردُ مُسْتَقيمِ قال الفراء: إذا كان بعد السين طاء أو قاف أو غين أو خاء فان تلك السين تقلب صاداً. ================================================ والله تعالى أعلم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأوامر الإلهية في الآيات القرآنية

البلاغة والمجاز

الكلام ، والقول والحديث ... ( فروق لغوية )