وجوه إعراب آية ( اللغة العربية )
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة ق الآية 6 و7 :
أفلم ينظروا إلى السماء
فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج (6) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسيَ وأنبتنا فيها من كلِّ زوجٍ بهيج (7) صدق الله العظيم
التحليل الإعرابي لكلام الحق سبحانه وتعالى عند علماء النحو والإعراب في اللغة العربية ؛ حيث يقولون الضبط الإعرابي فرع المعنى المفهوم البيان ، وكلام الله لا يعلو فوقه قول لبشر فعنده كمال العلم وتمامه جلَّ وعلا شأنه ولغتة لغة الإعجاز والتحدي للبشر من أهل اللغة العربية حيث نزل ليتحداهم فيها :
أَفَلَمْ كلمة قرآنية مكونة من ثلاث كلمات :
1- الهمزة في أولها : وتسمى هنا همزة الاستفهام وهي حرفٌ مبنيٌّ على الفتح
الفاء : وهي حرف عطفٍ مبني على الفتح ؛ عطفتْ جملةً أخرى محذوفة ؛تقديرها :أَعَمُوا فلم ينظروا2-
3- لَمْ : أداةُ جزمٍ مبنيةٌ على السكون
وللعلماء في مثل هذا التركيبِ رأيان :الرأيُ الأولُ / أن تكون فاء العطف مؤَخَّرَةً عما تستحقهُ ؛ لأنها عطفتْ جملة الاستفهام على ما قبلها ، وأخَّرتْ الفاء عن الهمزة لأن همزة الاستفهام لها الصدارة في الكلام والأصل /فَأَلم ؛ والقاعدة النحوية تقول : إنه عند اجتماع همزة الاستفهام وحرف العطف (الواو والفاء وثم ) يجب تقَدُّمُ الهمزة ، وهذا من المواضع التي تختص بها الهمزة دون بقية أدوات الاستفهام الأخرى .
الرأي الثاني : أن الكلام على أصله ، ولا تأخير ولا تقديم ، وأن المعطوف عليه محذوف مُقَدَّر بعد الهمزة ؛ والتقدير يفهم من المعنى ؛ وهو فعلٌ مضادٌّ في المعنى لما بعد النفي ففي مثلِ ــ أفلمْ يسيروا ــ يكون التقدير أعجزوا فلم يسيروا ؛ وفي مثل : أَوَ لم يسيروا ؛ يقدرُ ــ أعموا ولم يروا ــ والغرض من الاستفهام هنا التعجب .
ثم نأتي لإعراب / ينظروا :فعل مضارع مجزوم بلمْ وعلامة جزمِهِ حذفُ نون الوقاية نيابةً عن السكون لأنه من الأفعال الخمسة ، واو الجماعة ضمير فاعل مبني على السكون في محل رفع .
إلى السماء: إلى حرف جرٍّ مبني على السكون ، والسماء مجرور بإلى وعلامة جرِّهِ الكسرة .
كيف بنيناها : كيف اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال مقدم . فوقهم /فوق ظرفُ مكان غير متصرف منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مُضَاف إلى الضمير (هم) بعده ؛ ومعنى غير متصرف أي أنه لا يخرجُ عن إعرابه ظرفا إلا إذا جُرَّ بحرف الجر مِنْ ، وهذا الظرف واقعٌ صفةً للسماء ، أو حالا منها ؛ فعلى الأول هي في محل جر ، وعلى الثاني فهي في محل نصب .
بنيناها : جملة فعلية من فعلٍ ماضٍ ( بنى والفاعل نا والمفعول ها . وهذه الجملة الاستفهامية / كيف بنيناها ؟ في محل جر بدل من السماء وهو بدل جملة من مفرد أي إلى كيفية بناء السماء
وزيناها :الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والفعل زَيّنَ مبني على السكون ،ونا فاعل مبني على السكون في محل رفع ، والهاء مفعول به مبني على السكون في محل نصب ، وهذه الجملة معطوفة على الجملة الاستفهامية قبلها والتقدير وكيف بنيناها وهي في محل جر لأنها معطوفة على جملة في محل جر .
وما لها من فروج : الواو حالية مبنية على الفتحة ، ما : نافية مبنية على السكون ، ولها : جار ومجرور في محل رفع خير مقدم من : حرف جر زائد .
فروج : مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا ؛ والجملة اسمية في محل نصب حال وصاحبه السماء والرابط الواو والضمير في وما لها(6)
ثم نوضح في المساهمة التالية إعراب الآية رقم 7 من سورة ق : .
والله أعلم
تعليقات