عودة للنحو / أغراض الخبر في الجملة الإسمية
للخبر في الجملة الإسمية غرضان أصليان هما : الأول / إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة ؛ نحو : كان عمر بن عبد العزيز أعدلَ خلفاء بني أمية تقوله لمن لا يعرف الخبر ويسمى الغرض ( فائدة الغرض )
..الثاني : إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم ؛ كقولك لصاحبك أنت ألقيت قصيدة جيدة في المذياع أمس لتدله على أنك عالم بهذا الأمر ويسمى الغرض لازم الفائدة .
أما الأغراض التي يخرج إليها الأسلوب الخبري عن معناه كثيرة نذكر منها أهمها :
1- الاسترحام : نحو ربِّ إني فقيرٌ إلى رحمتك ، فليس الغرض هنا الحكم ولا لازم الفائدة ؛لأن الله عليم بهما ولكنه طلب رحمة الله تعالى.
2- التحسُّرُ على شيءٍ محبوب : كالتحسر على فقد الشباب في قول الشاعر / ذهب الشباب فما له من عودةٍ ** وأَتَى المشيبُ فأين منه المهربُ ؟!
أو على فقد عزيز ؛ كقول أعرابي يرثي ابنه : ولما دعوتُ الصبرَ بعدكَ والأسى ** أجاب الأسى طوعا ولم يُجِب الصبرُ
فإن ينقطع منك الرجاءُ فإنه ** سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهر ..
3- الفخر : كقول جرير يهجو الأخطل التغلبي : إن الذي حرم المكارم تَغْلِبَا ** جعلَ النبوةَ والخلافةَ فينا
مُضَرٌ أبي وأبو الملوكِ فهل لكم ** يا خُزْرَ تغلب من أبٍ كأبينا ..
4- الإرشاد والنصح : وأكثر الأخبار الحكيمة ما يكون لهذا الغرض ؛ كقول زهير بن أبي سلمى :
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخلْ بفضلهِ ** على قومهِ يُسْتَغْنَ عنهُ ويُذْممِ...
15- المدحُ : ومن أمثلة ذلك / قول النابغة يمدح النعمان بن المنذر /
فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ ** إذا طلعتْ لمْ يبد منهن كوكبُ ...
وقد يجيء الخبر لأغراض أخرى يرجع الأمر في معرفتها إلى الذوق والعقل السليم .مثال لخروج الخبر إلى غرض التمني :
قال سعيد بن حميد / وأراك تكلفُ بالعتاب وودنا ** صافٍ عليه من الوفاء دليل
.. ولعلَّ أيام الحياة قصيرة ** فعلام يكثر عتبنا ويطول ؟؟!!
تعليقات