مراجعة وتدقيق لغوي للجزء 16 من رواية ( فيف لا كلاس )
قبل التدقيق لهذا الجزء دار الحوار التالي مع صاحبة الرواية :
ملحوظة :
بالنسبة لمراجعة الإعراب باللون الأحمر ؛ عن زيادة حرف جر الباء على المفعول به للفعل المتعدي ( يأملان )
والمعطوف عليه في تكملة الجملة ( الدفءَ و قسطا ) . فمعنى الجملة لا خطأ فيه بمفهوم المؤلفة والمتصفح
بل قد يرى ناقد نحوي آخر أن فيه تأكيد لرغبة بوجمعة و بوراوي الآملين في عملِ الدفءِ والقسطِ من الراحةِ في هدوئهما واطمئنانهما
فزيادة مبنى الجملة يؤدي إلى زيادة المعني ( قاعدة نحوية ) المستهدف للقائلين ...........
لكن الأصوب نحوا ولغة هو ما أراه من وجهة نظري ؛ وقد تكون خطأ وغيري هو الصواب .... والله أعلم
فردت الأستاذة منيرة الفهري قائلة :
بارك الله فيك سيدي الجليل محمد فهمي يوسف
جزاك الله كل الخير
و سأنشر الجزء السادس عشر قريبا بإذن الله
تحياتي و امتناني أستاذي الفاضل
المراجعة والتدقيق بعد نشر الجزء السادس عشر :
فيف لاكلاس رواية في أجزاء بقلم منيرة الفهري الجزء السادس عشر
’’الحكيم، الحكيم مجروح، تعال ( تعالى ) ننقله إلى الداخل،أسرع قبل أن يتفطنوا لنا.‘‘
حمل الشيخاوي و بوجمعة سي الطاهر و هو يتلوى ألما و ينزف، و أدخلاه مغارة الجبل بينما المعركة متواصلة في الخارج و الفلاقة يبلون البلاء الحسن. فقد أخطأ الجندرمة عندما ظنوا أن الفلاقة شرذمة من الرجال لا تنظيم لها و لا قواعد، فلم يتصوروا أنهم بهذه الكثافة و العدة.
هدأت المعركة في الساعات الأولى من الفجر بعد أن انسحب العدو متكبدا خسائر جسيمة في الأرواح و المعدات، بينما استشهد بعض الرجال من الفلاقة، من بينهم الهذيلي، هذا الشاب الشجاع الذي كانت له أدوار بطولية في المقاومة، استشهد مع رفاقه، و خيم على الجبل سكون و حزن لم يقو أيٌّ من الرجال على الكلام، و قد طأطأ الجميع رؤوسهم و الوجع يدمي قلوبهم!
’’ارفعوا رؤوسكم يا رجال‘‘، جلجل صوت أحدهم، ’’و استقبلوا الشهداء بالسعادة و الفرح، فليتنا كنّا مكانهم ورزقنا الله الشهادة‘‘.
رفع الجميع رؤوسهم و رأوا بوجمعة يشحذ الهمم و هو يذرف الدمع، حاملا بين يديه بندقية الهذيلي، هذه البندقية التي لم تفارق صاحبها من سنوات طويلة، لكنه تخلى عنها هذه المرة مرغما و فاز بدار الخلود.
’’ماذا نفعل يا رجال فالحكيم ينزف و قد خسر الكثير من دمه‘‘، صاح الشيخاوي! و امتطى جواده و تلثم و جرى نازلا من الجبل! ماذا تراه يفعل يا ترى؟ كيف يستطيع إنقاذ الحكيم؟ أ يحكي للسيدة غالية كل شيء و هي تتصرف؟ لكن ماذا عساها أن تفعل؟
تذكر الشيخاوي أن اليوم هو الثلاثاء موعد طبيب القرية، فبرقت في عينيه آمال كثيرة و تنفس الصعداء و واصل سيره.
أفاقت غالية من غيبوبتها بفضل عناية فاطمة التي كانت يقظة حين رأت خالتها تسقط أرضا. ارتاحت غالية قليلا ثم تذكرت المستوصف و موعد طبيب القرية، فتحاملت على نفسها و لبست مئزر زوجها و اتجهت نحو المستوصف. استوقفها عمي عمر بسعاله الصباحي فعادت أدراجها إلى المطبخ، و أعدت له الفطور و قدمته له تحت وابل من دعائه بالخير لها و للحكيم، متمنيا أن يعود سالما.
سعدت غالية بهذا الدعاء الذي تستبشر به في كل مرة و فتحت باب المستوصف و هي تفكر في ما ستقوله لسي محمد علي، طبيب القرية عن غياب زوجها هذه المرة أيضا.
من حسن الحظ أن المرضى كانوا كثيرين فلم يدقق سي محمد علي كثيرا في غياب سي الطاهر و انشغل باحتياجات المرضى و مشاكلهم،
أما غالية فكان قلبها يخفق في كل مرة يناديها الطبيب ليدعوها لتضميد جرح هذا و إعطاء حقنة لذاك أو حبة كينا لتلك.ربط الشيخاوي حصانه في مكان بعيد عن المستوصف و لما وصل حاول أن يخفي نفسه عن السيدة غالية حتى لا تسأله عن الحكيم. كما أخفى وجهه و اغتنم فرصة خروج غالية و دخل ليفحصه الطبيب الذي تفرس فيه مليا، فكشف الشيخاوي عن وجهه و قال للطبيب متلعثما: ’’سي محمد علي، الحكيم مجروح في الجبل وهو ينزف منذ ساعات‘‘!
تغير وجه الطبيب، و بسرعة أغلق باب غرفة الفحص و أجلس الشيخاوي أمامه يستوضح منه الأمر.
أخذ الطبيب حقيبته و أمر الشيخاوي أن يخرج و ينتظره على مشارف القرية ثم نادى غالية و أعلمها أنه على عجلة من أمره و عليه أن يخرج حالا.
لم تفهم غالية كثيرا و لكنها حمدت الله أن المرضى المتبقين لا يتجاوز عددهم الخمسة، و حمدت الله أكثر أن اليوم مضى على خير و أن الطبيب لم
يدقق كثيرا في أمر غياب سي الطاهر، ممرض القرية و حكيمها.
يتبع
=================================
تعليق تحليلي مختصر لعناصر الرواية
بالتوفيق والنجاح في جهدك الطيب في سرد أحداث رواية تحكي واقعا عربيا مشرفا في تونس الشقيقة
بأسلوب عربي رصين مع تكامل في عناصر القصّ المطلوبة من شخصيات أساسية وثانوية وتشابك في
تسلسل الرواية وعقدة محبوكة بدأت تضيء أمام القاريء المتابع وأوشك الحل أن يقترب ليضع بصمة التخيل
والنتائج أمام رؤية كل قاريء للرواية من وجهة نظره التي نبعت من اجتذاب أحداث الرواية وعناصر لقلبه
وعواطفه وخواطره الخاصة إن شاء الله .
محمد فهمي يوسف
خدمات رابطة محبي اللغة العربية
مدقق لغوي
تعليقات