من طرائف الأدب في اللغة العربية
قيل لبعض الحكماء : كيف ترى الدهر ؟قال :يُخْلِقُ الأبدان ، ويُجَدِّدُ الآمال ، ويُقَرِّبُ الآجال ، فقيل له :فما حال أهلهِ ؟ قال : من ظَفِرَ به نَصَبَ ، ومنْ فاتهُ حَزِنَ .قيل : فَأَيُّ الأصحابِ أبَرُّ ؟ قال : العمل الصالح . قيل فأيهم أضرُّ ؟قال : النَّفْسُ والهَوَى .قيل فَفِيمَ المَخْرَجُ ؟ قال : في قَطْعِ الرَّاحةِ وَ بَذْل المجهودِ.
طرفة أخرى :
كان بعض الشعراء يَفِدُ إلى يَزِيدَ بن مَزيد كلَّ سَنَةٍ فَيَنَال رِفْدَهُ ، فقال له يزيدُ : كَمْ بَكْفِيكَ في السنة ؟ قال : كذا وكذا . فقال يزيد : أَقِمْ في بيتكَ يَأْتِكَ ذلكَ ، ولا تَتْعَبَنَّ إلينا ...ووفى يزيد وعده وجاء اجله ومات . فرثَاهُ الشاعر بقصيدة منها هذه الأبيات :
أحقٌ أنه أَوْدَى يزيدُ ***تَأَمَّل أيها الناعي المُشِيدُ
أحامِي المجدِ والإسلام أَوْدَى ***فما للأرضِ وَيْحَكَ لا تميدُ
أَبَعْدَ يَزيدَ تَخْتَزِنُ البَواكِي **دُمُوعًا أو تُصَانُ لهـا خُدُودُ
وهل تَسْقِي البلادَ عِشَارُ مُزْنٍ **بِدَرَّوهلْ يَخْضَــرَّ عُودُ
فَمَنْ يَدْعُو الأَنامَ لكلِّ خَطْبٍ **يَنُوبَ وكُلُّ مُعْضِلَةٍ تَئُودُ
فَإِنْ يَهْلِك يزيدُ فَكُلُّ حَيٍّ **فَرِيسٌ للمَنِيَّةِ أو طَرِيدُ
ألَمْ تَعْجَب له أَنَّ المَنَايَا **فَتَكْنَ بِهِ وَهُنَّ لَهُ جُنُودُ
لَقَدْعَزَّى ربيعةَ أنَّ يَوْمًا ** عليها مِثْلَ يَومِكَ لا يعودُ
تعليقات