مراجعة وتدقيق لغوي للجزء الحادي عشر من ( فيف لاكلاس)
قبل المراجعة وردتني هذه الرسالة من الأستاذة منيرة الفهري مؤلفة الرواية :
أستاذي الجليل
محمد فهمي يوسف
لا أعرف كيف أشكرك على ما تبذله من جهد و اهتمام لروايتي المتواضعة.
فقد كفيت و وفيت
بارك الله فيك و جزاك الله بكل خير
و سأنشر الجزء الحادي عشر قريبا بإذن الله
تحياتي الصادقة.
الجزء الحادي عشر للمؤلفة الفاضلة منيرة الفهري ، التدقيق والمراجعة :
تحلق الرجال في مجموعات يتناولون الطعام و يهللون لنجاح خدعة خطتهم البارحة وتوظيفهم البطاريات و الكلاب. كان سي الطاهر يوزع الطعام الذي جلبه من الحطابات، و هن في الحقيقة نساء أهل القرية الأحرار اللاتي قسمن أنفسهن أربعا أربعا وكل أسبوع تقوم نساء إحدى المجموعات بإعداد الطعام من كسكسي، و خبز الفرن الترابي و بعض الفواكه و الحليب، و يضعنه في أكياس سميكة و يخرجن إلى الجبل بذريعة الاحتطاب، حتى إذا وصلن مواقع الفلاقة يسلمن الرجالَ الأمانةَ ثم يحثثن الخطى ليحتطبن و يغنين ويعدن مساءً و كلّ تحمل على ظهرها وسعها حطبا و في قلبها سعادة غامرة.
-- "نساء بلادي نساء و نصف"، قالها الشيخاوي و هو يوزع الخبز المتبقي على الرجال.
-- "أما أنا فأستودعكم الله، عليّ أن أعود إلى المستوصف"، قالها الحكيم و امتطى حصانه، داعيا الله أن يصل القرية سالما.
-- "سيدي جاء"، صرخت فاطمة و هي تستقبل سي الطاهر الذي أنهكه التعب.
خرجت غالية من الغرفة مسرعة. لم تقل شيئا، خانتها الكلمات ليسبقها الدمع. أخذت الحقيبة من زوجها في صمت و نادت فاطمة:
-- "حضري لسي الطاهر ماء ساخنا".
تجمع الأطفال حول أبيهم و هم فرحون سعداء، يتساءلون لِمَ لَم يجلب لهم الحلوى كعادته عندما يذهب إلى المدينة المجاورة. ألم يكن غائبا؟ فأين الحلوى؟
و كأنّ فاطمة فهمت حيرتهم فخرجت إلى المطبخ حيث خبأت بعض الحلوى الحمصية وعادت بها، هامسة للأطفال: "جلبها لكم سيدي في طريقه"!
سمعها "سيدي" فابتسم ممتنا شاكرا.
و فجأة سُمع طرق شديد على باب السقيفة
-- "ما الأمر؟ استر يا رب"
تساءلت غالية، و اتجهت مسرعة تفتح الباب.
كانت جارتهم خالتي محبوبة تولول و تبكي: "أين الحكيم؟ نادي الحكيم! "
خرج سي الطاهر يستطلع الأمر.
"ابنتي يا حكيم، كانت تمتح الماء من البئر القريبة فثقل عليها السطل و سقطت فيها، انقذني، انقذ ابنتي"!
أسرع سي الطاهر و تبعته غالية مع الخالة محبوبة
فالبئر قريبة. نظرت غالية وسط البئر فراعها ما رأت: ابنة العاشرة ربيعا تطفو فوق الماء. تجمهر الرجال و النساء حول البئر يحاولون استخراجها
لكن الجندرمة الفرنسيس تفطنوا لهذا التجمع و أسرعوا ببنادقهم و كلابهم يفرقون الجمع.
نظرت إليهم غالية شزرا و احتضنت خالتي محبوبة تهدئ من روعها.
بينما اتجه سي الطاهر غاضبا نحو الجندرمة الفرنسيس.
تعليق :
جاء الفصلُ الحادي عشر خاليًا من الأخطاء اللغوية ، وطيدَ الصلةِ بأحداثِ الرواية وسردها باللغة العربية الفصحى
ولكن هفوة إملائية واحدة في علامات الترقيم في أسلوب الاستفهام الواضح في :
كانت جارتهم خالتي محبوبة تولول و تبكي: "أين الحكيم ؟! نادي الحكيم"
فشكرا جزيلا لاهتمام الأديبة القديرة الأستاذة منيرة على دقة ربط ذهنها بالحدث وكيفية صياغته الصحيحة .
====================
رابطة محبي اللغة العربية
تعليقات