من فوائد التقديم والتأخير في البلاغة العربية ( لغة عربية)
في قلوب البعض نقاء
تقديم ( في قلوب ) يفيد الاهتمام بالجوهر والنية والصدق في الصفاء والنقاء النكرة المبتدأ المؤخر .
ويقول علماء البلاغة عن فوائد ومواضع التقديم والتأخير في هذا الفرع البياني من بلاغة اللغة العربية:
1- يأتي التقديم والتأخير ليشير إلى أن المتأخر من فعل ونحوه مختص بما تقدم عليه؛ ويكون ذلك في المفعول به نحو قول الله تعالى : ( إياكَ نعبدُ وإياك نستعين ) ، وفي الظرف ؛ نحو : عند الشدائد تُعرف الإخوان ، وفي الجار والمجرور ؛ نحو قوله تعالى : ألا إلى الله تصير الأمور .وقوله الحق في : ( له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ، (إنَّ إلينا أيابهم ثم إنَّ علينا حسابهم ) ، وفي الحال نحو قولك : ( مسرورًا أقبلَ أخوك )، وفي لمبتدأ إذا أسند إليه فعل لأنه في هذه الحالة يكون في حكم الفاعل يقدم على فعله مثل ( ما أنا قصَّرتُ في حاجتكَ ) تريد أنه لم يقع منك تقصير ، وأنت لا تنفي أن يكون التقصير وقع من غيرك ؛ ولهذا لا يصح أن تقول : ما قصرتُ ولا غيري .
2- يأتي التقديم والتأخير لتقوية الحكم وتقريره : نحو : هو يعطي الجزيل وأنت لاتكذب ؛ لما في ذلك من تكرير الإسناد ، ومنه قول الله تعالى : والذين هم بربهم لايشركون ) فهذا أبلغ في تأكيد نفي الإشراك مما لو قيل : والذين لا يشركون بربهم ، أو بربهم لا يشركون .
3- يأتي التقديم والتأخير للاهتمام بالمتقدم : نحو قوله تعالى ( أراغبٌ أنتَ عن آلهتي يا إبراهيم ؟) فالاستفهام التعجبي واقعٌ على ما بدا من إبراهيم عليه السلام من الرغبةِ والانصراف عن تلك الآلهة ، لا على ذات الفاعل ، ولو قيل : أأنت راغب عن آلهتي يا إبراهيم ؛ لكان التعجب واقعا على ذات الفاعل، ولأفاد الكلام أنه لو كانت الرغبة من غيره لما تعجب منها .
وكل همزة استفهام تستعمل في معناها أو في غيره ــ كالتعجب ، والإنكار ــ إنْ وليها الفعلٌ ؛ كان هوالمقصود بمعناها ، وإنْ وليها الاسمٌ كان هو المراد المقصود ، فإن قلتَ : أَسافرَ محمد ؟ كان الشكُ في السفر ، وإذا قلتَ : أمحمد سافر ؟ كان السفر مفروضا والمستفهم عنه ذات المسافر .
وقِسْ على ذلك ماتكون لهمزة فيه لغير الاستفهام كالإنكار في نحو قوله تعالى : ( قل أَغَيْرَ الله أبغي رَبًّا وهو ربُّ كلِّ شيء ) فإن الإنكار لم يقع على أنه يبغي ربا ،ولكنه وقع على أن يكون المبغيُّ ربًا غير الله .
=======================
والله أعلم
تعليقات