من هدي محمد صلى الله عليه وسلم (1)
بمناسبة شهر مولد النور والهدى للناس جميعا:
نقدم من كتاب ( هدي محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثين هديا)
في عباداته ـــ ومعاملاته ــ وأخلاقـه) للقدوة من حياته صلى الله عليه وسلم منتقى من كتاب زاد المعاد للإمام ابن القيِّم الجوزية رحمه الله تأليف الدكتور . أحمد بن عثمان المزيد : عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية.
نختصر من هذه الأقسام الثلاثة العبادات والمعاملات والأخلاق هديا واحدا قد يخفى على كثير منا للاقتداء به :
1- في الطهارة : في قضاء الحاجة كان أكثر ما يبول وهو قاعد ،وفي الوضوء : كان من هديه أن يتوضأ لكل صلاة في غالب أحيانه ، وربما صلى الصلوات بوضوء واحد ،وكان أيسر الناس صبًّا لماء الوضوء ويحذر من الإسراف فيه ويبدأ وضوءه بالتسمية ويقول في آخره : ( أشهد ألا لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، وكان يخلل لحيته وبين لأصابع ولم يوااظب على ذلك أو يحافظ عليه .وكان يمسح ظاهر الخفين في الحضر والسفر ووقَّتَ للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن ، وكان من هديهِ في التيمم من الأرض التي يصلي عليها ترابا كانت أو سبخةً وورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله : ( حيثما أدركت رجلا من أمتي الصلاةُ فعندهُ مسجده وطهوره وكان يتيمم بضربة واحدة للوجه والكفين
2-وكان من هديه في الصلاة )كان يرفع يديه في التكبير ( الله أكبر )بدون تلفظ بالنية مستقبلا بهما القبلة إلى فروع أذنيه وإلى منكبيه ثم يضع اليمنى على ظهر اليسرى ، وكان في استفتاحه قبل القراءة في سره بقوله أحيانا : وجهتُ وجهيَ للذي فطرَ السماوات والأرض حنيفا مُسلِما وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب لعالمين ، لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا أول المسلمين )أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرأ الفاتحة فإذا فرغ منها أخذ في سورة غيرها وكان يطيلها تارة ويخففها لعارضٍ من سفرٍ أو غيره ويتوسط فيها غالبا وفي صلاة الظهر كان يطيل فيه وقنت في صلاة الفجر بعد الركوع شهرا ثم تركه وكان قنوته لعارض فإذا زال ترك القنوت فالقنوت في النوازل خاصة ولم يكن مخصوصا بالفجر ، وكان يطيل في الركعة الأولى على الثانية من كل صلاة ، وكان ركوعه المعتاد مقدار عشر تسبيحات وسجوده كذلك وفي صلاة الليل وحده كان يجعل الركوع والسجود بقدر القيام ، وكان من هديه في الصلاة ألا يلتفت ولا يغمض عينيه ، وكان يقول دُبر كل صلاة مكتوبة :( لا إله ألا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .)وندب أمته أن يقولوا دُبَرَ كل صلاة مكتوبة : سبحان الله ثلاثا وثلاثين ، والحمد لله ثلاثا وثلاثين ، والله أكبر ثلاثا وثلاثين وتمام المائة لاإله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .ومن هديه أن يصلي عامة السنن والتطوع الذي لا سبب له في بيته لا سيما سنة المغرب ، وفي قيام الليل كان صلى الله عليه وسلم يحافظ على عشرِ ركعات في الحضر دائما : ركعتين قبل الظهر ، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء في بيته ، وركعتين قبل صلاة الفجر وكانت محافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل ولم يكن يدعها هي والوتر لا حضرا ولا سفرا ولم ينقل أنه صلى في السفر راتبة غيرهما .وكان يوتر أول الليل ووسطه وآخره وقال : اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا ).
3-هديه في صلاة الجمعة : تعظيم يوم الجمعة وتشريفه وتخصيصه بخصائص منها : الاغتسال في يومها وأن يلبس فيه أحسن الثياب والإنصات للخطبة وجوبا وكثرة الصلاة على النبي ، وكان يخرج إذا اجتمعوا فيسلم عليهم ثم يصعد المنبرويستقبلهم بوجهه ويسلم عليهم ثم يجلس ويأخذ بلال في الآذان فإذا فرغ منه قام فخطب من غير فصل بين الأذان والخطبة ، وكان يخطب معتمدا على قوسٍ أو عصا قبل أن يتخذ المنبر
، وكان يخطب قائما، ثم يجلس جلسة خفيفة ثم يقوم فيخطب الثانية ، وكان في خطبته أما بعد ويقصر الخطبة ويطيل الصلاة ويخبر الرجل إذا قال لصاحبه أنصت فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له ، وكان إذا صلى الجمعة دخل منزله فصلى ركعتين سنتها ، وأمر من صلاها أن يصلي بعدها أربعا .
4- هديه في العيدين : كان يصلي العيدين في المصلى وهو يلبس أجمل ثيلبه ، ويأكل في عيد الفطر تمرات وترا قبل خروجه ، وأما الأضحى فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته ويعجل الأضحى ، وكان إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة بغير أذان ولا إقامة وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة يصلي ركعتين يكبر في الأولى سبعا متوالية بتكبيرة الإحرام يسكت بعد كل تكبيرتين سكتة يسيرة فإذا أتم التكبير أخذ في القراءة فإذا فرغ كبَّر وركع ثم يكبر في الثانية خمسا متوالية ثم يأخذ في القراءة ثم ينصرف إلى الخطبة في الناس وهم جلوس على صفوفهم فيعظهم ويأمرهم وينهاهم وكان يقرأ أحيانا ب ( سبح اسم ربك ) ( والثانية ( بالجاثية ) ورخص في عدم الجلوس للخطبة وأن يجتزئوا بصلاة العيد عن الجمعة إذا وقع العيد يومها ، وكان يخالف الطريق في العودة يوم العيد .
5- هديه في الكسوف : لما كسفتْ الشمس خرج إلى المسجد مسرعا فزعا يجرُّ رداءه فتقدم وصلى ركعتين قرأ في الأولى بالفاتحة وسورة طويلة وجهر بالقراءة ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع فأطال القيام ، وهو دون القيام الأول وقال لما رفع رأسه من الركوع : ( سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم أخذ في القراءة ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه من الركوع ، ثم سجد سجدة طويلة فأطال السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ، فكان في كل ركعة ركوعان وسجودان ثم انصرف فخطب خطبة بليغة ، وأمر في الكسوف بذكر الله والصلاة والدعاءوالاستغفار والصدقة والعتاقة.
==========================================
ونستكمل من هديه الشريف صلى الله عليه وسلم عن صلاة الاستسقاء وصلاة الخوف وصلاة الجنازة وتجهيز الميت ، وفي الزكاة والصدقات ..إن شاء الله
تعليقات