من هدي محمد صلى الله عليه وسلم (4) دينيات مفيدة
:
12- من هدي محمد صلةى الله عليه وسلم في الهدايا والضحايا والعقيقة :كان صلى الله عليه وسلم يذبح نسكه بيده ويقسمه ويهدي منه لأصحابه ، ويوزع على المحتاجين من الفقراء والمساكين وياهل من هديه وذبيحته وربما وكَّلَ غيره في الذبح كما فعل مع علي بن ابي طالب في حجته التي حجها ، وإذا ذبح الغنم وضع قدمه على صِفاحها ثم سمى وكبر ، وأباح لأمته أن يأكلوا من هداياهم وضحاياهم ويتزودوا منها ، قال (ومن شاء اقتطع ) حتى ثلث الأضحية وكان يدعو بكبشين أملحين وينحرهما بعد صلاة العيد ويقول هذا عن محمد وآل محمد ، وهذ عن الفقراء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقال : كل أيام التشريق أيام ذبح .وقال: من ذبح قبل الصلاة فليس من النُّسُك في شيء وأنماهو لحم قدمه لأهله ، وأرمهم أن يذبحوا الجَذَعَ من الضأنِ وهو ما أتم ستة أشهر ، والثَنْيَ من الإبل وهو ما استكمل خمس سنين ، ومن البقر والجاموس ما دخل في السنة الثالثة وأمرهم بتحري سلامتها من العيوب ، وقال الشاة تجزيء عن الرجل وأهل بيته ولو كثر عددهم ). *** العقيقة : صح عنه صلى الله عليه وسلم : كلُّ غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ، ويحلق رأسه ويُسَمَّى عن الغلام الذكر شاتان وعن الجارية ـ الأنثى ـ شاة واحدة **13- من هديه عليه الصلاة والسلام في بيعه وشرائه وتعاملاته : باع صلى الله عليه وسلم واشترى ، وكان شراؤه أكثر من بيعه ، بعد الرسالة وآجر واستأجر ووكل وتوكل وكان توكيله أكثر من توكله ، واشترى بالثمن الحالِّ والمؤجلِ وتشفع وشُفِّع إليه ، واستدان برهن وبغير رهن ، واستعار ، ووهب لغيره ووهب له ، وأُهْدِيَ وقبل الهدية وأثاب عليها وإن لم يردها اعتذر إلى مهديها ، وكانت الملوك تُهدي إليه فيقبل هداياهم ويقسمها بين أصحابه . وكان أحسن الناس معانلة وكان إذا استلف من أحدٍ سلفا قضى خيرا منه ودعا له بالبركة في أهله وماله ، واقترض بعيرا فجاء صاحبه يتقاضاه فأغلظ للنبي صلى الله عليه وسلم فهَّمَّ الصحابة به فقال : دعوه فإن لصاحب الحقِّ مقالا ) وكانت شدة الجهل عليه لا تزيده إلا حلما وكان يامر أصحابه إذ اشتد على أححهم الغضب أن يطفيء الغضب بالوضوء وبالقعود إن كان قائما والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، وكان لا يتكبر على أحد ويبذل السلام للصغير والكبير وسابق نفسه على الإقدام بالمعروف ،ويقول في مزاحه الحق ويُوَرِّي ولا يقول في توريته إلا الحق ، وقد خصف نعله بيده ، وفلي ثوبه أي رقعه وخاطه ، وخدم أهله ونفسه ، وحمل مع أصحابه اللَّبِنَ في بناء المسجد ، وحفر معهم الخندق في الغزوة ، وكان إذا خيِّرَ بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما ، ولم ينتصر من مَظلَمة ظُلِمَها قط ، ما لم ينتهك من محارم الله شيء ، فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيء ، وكان يستشير ويستشار ويعود المريض ، ويشهد الجنازة ، ويجيب الدعوة ، ويمشي مع الأرملة والمسكين والضعيف في قضاء حوائجهم ، وكان يدعو لمن تقرب إليه بما يحب وقال : من صُنْعِ إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء . 14- ومن هديه في النكاح والمعاشرة : صح عنه قوله : ( حُبِّبَ إليَّ من دنياكم النساءُ والطيبُ ، وجعلتْ قرةُ عيني في الصلاة )وقال : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) وقال : ( تزوجوا الودود الولود ) وكانت سيرته مع زوجاته حُسْنُ المعاشرة وحسن الخلق وكان يقول : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )، وكانت إذاهَوِيَتْ إحدهنَّ شيئا لا محذور فيه تابعها عليه ، ، وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها ، وكانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمهُ في موضع فمها وشرب ، وكان يتكيء على حجرها ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها ، وربما كانت حائضا ، وكان يأمرها فتَتَّزِرُ ثم يباشرها ، وكان إذا صلى العصر دار على نسائه فدنا منهن واستقرأ أحولهن فإذا جاء الليل انقلب إلى بيت صاحبة النوبة فخصها بالليل ، وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة وكان ربما مد يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهن ، وكان يأتي أهله آخر الليل وأوله ، و إذا جامعَ أول الليل فكان ربما اغتسل ونام وربما توضا ونام ، وقال ملعون من أتى المرأة في دبرها ) وقال ( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه لإن يقَدَّر بينهما ولدٌ في ذلك لم يضره الشيطان أبدا )، وقال إذا أفاد أحدكم امرأة أو خادما أو دابةً فليأخذ بناصيتها ولِيَدْعُ الله بالبركة ولِيُسَمِّّ الله عز وجلَّ ولِيَقُلْ : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جُلِبَتْ عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جلبت عليه )وكان يهنيء للمتزوج بقوله : بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير ). وكان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، ولم يقضِ للبواقي شيئا . ومن هديه لم يكن يعتني بالمساكن وتشييدها وتعليتها وزخرفتها وتوسيعها ، وطلقَّ صلى الله عليه وسلم وراجع وآلى إيلاء مؤقتا بشهر ، لكنه لم يظاهر أبدا مع نسائه . 15- من هديه في الطعام والشراب : في الطعام كان لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا ، فما قرب إليه شيء من الطيبت إلا أكله إلا أن تعافهُ نفسه فيتركه من غير تحريم ، ولا يحمل نفسه عليه على كره ، وما عاب طعاما قط ، إن اشتهاه أكله وإن تركه ما عابه كما ترك أكل الضب لما لم يعتده .وكان يأكل ما تيسر فإن أعوزه صبر حتىإنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع ويرى الهلال والهلال والهلال ولا يوقد في بيته نار ، ولم يكن من هديه حبس النفس على نوع واحد من الأغذية لا يتعداه إلى ما سواه ، أكل العسل والحلوى وكان يحبهما وأكل اللحم من الجزور والضأن والدجاج ولحم الحُبَّارى ولحم حمار الوحش والأرانب وطعام البحر والشواء وأكل الرطب والتمر والثريد وهو الخبز باللحم والخبز بالزيت والقثاء بالرطب والدُّبّاء المطبوخة وكان يحبها ، وأكل القديد والتمر بالزبد ، وكان أحب اللحم إليه الذراع ومقدم الشاة ، وكان يأكل من فاكهة بلده عند مجيئها ولا يحتمي عنها وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة وأمر بالبدء في الأكل باليمين ونهى عن الأكل بالشمال ، وقال إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ، وكان يأكل باصابعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ ، وكان لا يأكل متكئا على جنبه أو وهو متربع ، أو الاتكاء على أحدى يديه والثلاث مذمومة ، وكان يأكل وهو مُقْعٍ أن يجلس على إليتيه ناصبا ساقيه وقال : إنما أجلس كما يجلس العبدُ وآكل كما يأكل العبد )، وإذا وضع يده في الطعام قال : بسم الله ويأمر الآكلَ بالتسمية : إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله في أوله وآخره ، وقال : إن الشيطان لَيَسْتَحِلُّ الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه ) ** وكان يتحدث على طعامه ويكرر على أضيافه عرض الأكل مرارا كما يفعله أهل الكرم ، وإذا رفع الطعام من بين يديه يقول : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفيٍّ ولا مُوَدَّعولا مستغنى عنه ربنا ) ، وكان إذا عند قوم لم يخرج حتى يدعو لهم ويقول : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصَلَّتْ عليكم الملائكة ) ، ويدعو لمن يضيف المساكين ولا يأنف من مؤاكلة أحد صغيرا كان أو كبيرا حرًّا أو عبدا أعرابيا أو مهاجرا ، وإذا دعاه أحد وتبعه معه أحدا من أصحابه أبلغ عنه أهل المنزل وقال : إن شئت تبعنا فإن شئت تأذن له وإن شئت رجع )، وأمر من لايشبعون في تجمعهم على الطعام أن يجتمعوا ويذكروا اسم الله ولا يتفرقوا يبارك الله لهم فيه .وقال : ما ملأ ابن آدم وعاءً شرا من بطنٍ بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فاعلا ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسِه ، وكان هديه في الشراب يحفظ الصحة وأحب الشراب إليه الحلو البارد ، وكان يشرب اللبن خالصا تارة ومشوبا بالماء تارة أخرى : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإنه ليس شيء يجزيء من الطعام والشراب إلا اللبن .ومن هديه المعتاد الشرب قاعدا وزجر عن الشرب قائما إلا لعذر وكان يتنفس في الشراب ثلاثلا ويقول : إنه أروى وأمرأ وأبرأ ، والتنفس في الشراب معناه : أبانته القدح عن فيه وتنفسه خارجه كما جاء في قوله : إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في القدح ) وكان يسمي إذا شرب ويحمد الله إذا فرغ وقال : إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة يحمده عليها ، ويشرب الشربة يحمده عليها )، وإذا شرب ناول من على يمينه وإن كن على يساره أكبر منه ، وأمر بتغطية الإناء المشروب فيه .... والله أعلى علمه ما لم يعلم فكان هديه أذكى وأنعم .
تعليقات