من هدي محمد صلى الله عليه وسلم (5) دينيات مفيدة
16- من هديه في الدعوة إلى الإسلام : كان يدعو إلى الله ليلا ونهارا وسرا وجهارا وظل ثلاث سنوات بمكة من أول نبوته يدعو إلى الله مستخفيا ، ولما نزل عليه ( فاصدعْ بما تؤمر ) الحجر آية 94 صدع بالأمر لا تأخذه في الله لومة لائم فدعا الكبير والصغير والحرَّ والعبد والذكر والأنثى والجن والإنس ، ولما اشتد العذاب على أصحابه أذنَ لهم بالهجرة إلى الحبشة ، وخرج إلى الطائف رجاء أن ينصروه ودعاهم إلى الله فخذلوه وآذوه أشد الأذى وأخرجوه إلى مكة فدخلها في جوار مُطعَم بن عدِيّ ، وظل يدعو عشر سنين جهرا يتبع الحجاج في منازلهم وفي المواسم بعكاظ ومجنَّة وذي المجاز حتى إنه ليسأل عن القبائل قبيلة قبيلة ، ثم لقي عند العقبة ستةَ نفرٍ كلهم من الخزرج فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا الناس إلى الإسلام ففشا فيها حتى لم يبق دار إلا وقد دخلها الإسلام ، ولما كان العام المقبل جاء منهم اثنا عشر رجلا فواعدهم بيعة العقبة فبايعوه على السمع ولطاعة والنفقة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يقولوا في الله لا تأخذهم فيه لومة لائم وأن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأزواجهم وأبناءهم ولهم الجنة ثم انصرفوا إلى المدينة وبعث معهم ابن أم كلثوم ، ومصعب بن عُمير يعلمان القرآن ويدعوان إلى الله فأسلم على يديهما بشر كثير منهم أسيد بن حُضير وسعد بن معاذ ، ثم أذن صلى الله عليه وسلم للمسلمين في الهجرة إلى المدينة فبادر الناس ثم تبعهم هو وصاحبه أبو بكر الصديق ، وفي المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار وكانو تسعين رجلا .***وثبت عنه أنه قال : ( ذِمَّةُ المسلمين واحدة يسعى بهم أدناهم .) وقال : من كان بينه وبين قوم عهد ، فلا يحلنَّ عقدة ولا يشدها حتى يمضي أمده ، أو ينبذ إليهم على سواء )وقال : من أمَّن رجلا على نفسه ثم قتله فأنا بريء من القاتل ) ، ولما قدم عليه مسيلمة فتكلما بما قالا قال : لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما ، فجرت سنته أن لايقتل رسول )وكان لا يحبس الرسول عنده إذا اختار دينه بل يرده ، وكان إذا عاهد أعداؤه واحدا من أصحابه عهد لايضر بالمسلمين بفير رضاه أمضاه ) وصالح قريشا على وضع الحرب عشر سنين على أن من جاءه مسلما ردَّه ومن جاءهم من عنده لا يردونه فنسخ الله ذلك في حق النساء وأمر بامتحانهن فمن علموا أنها مؤمنة لم تُرَدّ، وأمر لمسلمين أن يردوا على من ارتدت امرأته مهرها إذا عاقبوا ، بأن يجب عليهم رد مهر المهاجرة فيردونه إلى من ارتدت امرأته .، ولا يمنعهم أن يأخذوا من أتى إليه من الرجال ولا يكرهه على العود ولا يأمر به ، وإذا قتل منهم أو أخذ مالا وقد فضل على يده ولما يلحق بهم لم ينكر عليه ذلك ولن يضمنه لهم ، وصالح أهل خيبر لما ظهر عليهم على أن يجَليهم منها ، ولهم ما حملت ركابهم ، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء والسلاح ( اي الذهب والفضة والسلاح ) ، وصالحهم على الأرض على الشطر من كل ما يخرج منها ولهم الشطر ، وعلى أن يقرهم فيها ما شاء ، وكان يبعث كل عام من يخرص عليهم الثمار فينظر كم يجني منها فيضمنهم نصيب المسلمين ويتصرفون فيها .*** ولما رجع من الحديبية كتب إلى الملوك في الأرض وأرسل إليهم رسله ، كتب إلى ملك الروم ، وبعث إليه ، وهم بالإسلام وكاد ولم يفعل ،وبعث إلى النجاشي بالحبشة ، فأسلم ، وبعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن ، فأسلم عامة أهلها طوعا من غير قتال .***وكان يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى اللهويجاهدهم بلحجة ويعرض عنهم ويغلظ عليهم ، ويبلغ بالقول البليغ إلى نفوسهم ، وترك قتلهم تأليفا للقلوب وقال : لا .. يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه .
صلى الله عليه وسلم وما أحسن معاملته حتى لعدوه .
تعليقات